السكون والحركة من صفات المخلوقات.
قال الله تعالى: “وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ”
(الأنعام، 13) ما سكن أي ما استقرّ، وقال بعض العلماء: وله ما سكن أي وما تحرك، كقوله تعالى: ”سرابيل تقيكم الحر” أي والبرد، وقيل: إنما خص السكون بالذكر لأن النعمة فيه أكثر، قال محمد بن جرير الطبري: كلّ ما طلعت عليه الشمس وغربت فهو من ساكن الليل والنهار، والمراد منه جميع ما في الأرض. فالله مالك الساكن والمتحرك، وهذان من صفات الأجسام. الجسمُ له صِفَاتٌ منها الحركَةُ والسُّكُونُ، والحرارةُ والرّطوبةُ، والبُرُودَةُ واليُبُوسَةُ. الحركَةُ معناها انْتِقَالُ الجسمِ مِن مكانٍ إِلى آخَرَ، والسُّكُونُ معناهُ ثُبُوتُ الجسمِ في مَكَانٍ. واللهُ تبارك وتعالى يستحيل أن يَتَّصِفُ بِصِفَةٍ حادثَة مخلوقة. يستحيل ذلك على الله لأن التغيّر صفة المخلوق.
الله تعالى لا يُوصَفُ بِأَيِّ صِفَةٍ مِنْ صفاتِ الخلْقِ، لا يُوصَفُ بالحركَةِ ولا يوصف بالسُّكُون. اللهُ تعالى خَلَقَ خَلْقَهُ قِسمًا مُتَحَرِّكًا دومًا، وخَلَقَ قِسمًا مِنْ خَلْقِهِ ساكنًا دومًا، وخَلَقَ قِسمًا ثَالِثًا يَتَحَرَّكُونَ ويَسكُنونَ، والله منزّه عن ذلك كله.