المؤرخ المحقق الشيخ محمد رياض المالح الدمشقي (المتوفى سنة ١٤١٩للهجرة) قال في شهادة كتبها بخطه في حق العلامة الشيخ عبد الله الهرري رضي الله عنه ما نصه : ” قد أكرمني الله عز وجل بحضور مجالس أستاذنا وشيخنا عبد الله الحبشي بدمشق في شرح النخبة لابن حجر العسقلاني وتدريب الراوي للإمام السيوطي فكانت تلك الفترة من أخصب أيام حياتي نعمت فيها بمجالسة أستاذنا المحدث الكبير بقية السلف الصالح الزاهد العابد الشيخ عبد الله الهرري الحبشي حفظه الله وأدامه ذخرا لجميع المسلمين، فكان حفظه الله ءاية في الحديث ومصطلحاته وغيره من العلوم الشرعية، وكان يحضر معنا كثير من علماء دمشق الكبار أمثال الشيخ عبد الرزاق الحلبي الذي كان يقرأ عليه كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري وغيره من علماء دمشق الأفاضل. ولقد سمعنا عن تشويش بعض المنحرفين والمتطرفين بالنيل من شيخنا الكبير وهذا ما لا يرضاه من عرف الشيخ في تقواه وزهده وورعه وعلمه “. (كتبت هذه الرسالة سنة ١٤١٨ للهجرة).
ومن الكتب التي اشتغل الشيخ محمد رياض المالح على تحقيقها وطباعتها، كتاب (مراقي السعادات في علمي التوحيد والعبادات) للشيخ الشرنبلالي الحنفي (المتوفى سنة ١٠٦٩ للهجرة) وجاء فيه في تنزيه الله تعالى مانصه : ” لا تبلغه الأوهام، ولا تدركه الأفهام، ولا يشبه الأنام، حي لا يموت، قيوم لا ينام، سميع بصير، متكلم بكلام قائم بذاته منزه عن الحروف والأصوات، لا تحويه الجهات، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد “.