من عقائد أهل السنة أن الله تعالى مُنزّه عن كلِّ الأشكال والهيئَات وكِبَرِ الحَجمِ وصِغَرِ الحَجم، ولذلكَ صَحّت لهُ الألُوهيةُ ولم تصِحّ لغَيرِه.
هؤلاء الذين يشبّهون الله بخلقه ضالون، يظنون أن الله قاعد على العرش وله أعضاء، هذا خلاف الشريعة.
يعتقدون أن له وجهًا بمعنى الجسم، ويدًا بمعنى الجسم وعينًا بمعنى الجسم، ويغطون ذلك بقولهم نحن لا نعرف كيف. الله منزه عن الكيفية وهؤلاء لم يدروا أن العين إذا أُضِيفَت إلى الله معناها الحِفظ، واليدَ إذا أضيفت إلى الله معناها إما القُدرة وإمّا العَهدُ وإمّا النِّعمَة.
العربُ الأوّلون هم يفهمون القرآن لأنه أنزل بلغتهم التي ينطِقُونَ بها.
من رزق الفهم بعلم وعقيدة اهل السنة والجماعة فقد رزق خيرًا عظيمًا.
أهل السنة قاطبة على تأويل المتشابه الذي يوهم معاني لا تليق بالله وعدم حمله على الظاهر.
قال الحافظ النووي: قال القاضي عياض (المالكي): *لا خِلافَ بين المسلمين قاطبةً فقيههم ومحدثهم ومتكلمهم ونظارهم ومقلدهم أنّ الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء كقوله تعالى: “ءأمنتم من في السماء” ونحوه ليست على ظاهرها بل متأوّٙلة عند جميعهم.* ذكره في شرحه على مسلم.
وقال القرطبي في تفسيره عند ذكره قول الله تعالى: “ءأمنتم من في السماء”، قيل هو إشارة إلى الملائكة، وقيل الى جبريل الموكل بالعذاب. قلت (القرطبي): ويحتمل أن يكون المعنى خالق من في السماء يخسف بكم الارض كما خسفها بقارون. انتهى. وليعلم أن الله قادر على كل شيء بلا واسطة.
وقال الرَّازيُّ: *واعلم أنّ المشبهة احتجوا على اثبات المكان لله تعالى بقوله: “ءأمنتم من في السماء”، والجواب عنه أنّ هذه الآية لا يمكن إجراؤها على ظاهرها باتفاق المسلمين لأن كونه في السماء يقتضي كونَ السماء محيطًا به من جميع الجوانب فيكون أصغر من السماء.. والسماء أصغر من العرش بكثير، فيلزم أن يكون الله شيئًا حقيرًا بالنسبة للعرش، وذلك باتفاق علماء الإسلام محال لأنه تعالى قال: “قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ قُلْ لِلَّهِ”، فلو كان اللهُ في السماء لوجب أن يكون مالكاً لنفسه وهذا محال، فعلمنا أنّ هذه الآية يجب صرفها عن ظاهرها الى التأويل،* أي لاستحالة أن يكون الله مملوكاً فهو مالك الملك سبحانه موجود بلا كيف ولا مكان، ليس كمثله شيء.
اللهم آتنا فى الدُّنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النّار.
نصيحة:
تصدقْ كُلَّ يومٍ ولو بالقليل، ولكن بعد وفاء الديون إن كان الدين حالاً.
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال وجعلها خالصة لوجهه الكريم.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطاهرين.
صيام مقبول إن شاء الله.