قال شيخنا رحمه الله تعالى ونفعنا به وأمدنا بأمداده:
الصّدَقةُ مِن مَالٍ حَلالٍ قَد يَغفِرُ اللهُ بها الكبائرَ، الصّدَقَةُ مِنَ المالِ الحَلال لها نَفعٌ كَبِيرٌ مَهما قَلّت، لها عندَ اللهِ وَزنٌ كَبِيرٌ، لذلكَ قالَ الرّسولُ عليه السلام: “سَبَقَ دِرهَمٌ
مِائةَ أَلفِ دِرهَم” قيل كيفَ ذلكَ يا رسولَ الله قال: “رَجُلٌ لهُ دِرهَمَان” أي مِن حَلال “تصَدَّقَ بأَحَدِهِما وأَبْقَى على الآخَرِ لنَفسِه، ورَجُلٌ ءاخَرُ تصَدَّقَ بمِائةِ أَلفٍ مِن عُرضِ مَالِه” رواه النسائي والترمذي وابن حبان والحاكم والبيهقي. أي مَالِه الكَثِير، مِن هَذا المالِ الكثير الذي هو مَلايِين أعطَى مِائةَ أَلف وترَكَ لنَفسِه الكثيرَ الكثِير، قال هذا الذي تصَدّقَ بدِرهَم وتَركَ لنَفسِه دِرهَما ثَوابُه أَعظَمُ مِن ذاكَ الذي تصَدَّقَ بمائةِ أَلف لأنّ هَذا غَلَب نَفسَه لأجْل الآخِرَة مَا قالَ أنَا مَا عِندي إلا دِرهمَين كيفَ أُخرِجُ دِرهَما مِنهُما، ءاثَرَ الآخِرَة وخَالَف نَفسَه ورَغِبَ فِيما عندَ الله مِنَ الثّواب هذا ثَوابُه أفضَل مِن ذلكَ الغَنيّ. ليسَ شَرطًا أن يكونَ الشّخصُ تصَدّق بالكثير بل العِبرَةُ أن يكونَ المالُ حَلالًا، ثم لو تصَدَّق بحَبّةِ تَمر على إنسَانٍ جَائع هذه التّمرَةُ الواحِدَةُ لها عندَ الله وزن كبيرٌ قَد يُعتِقُ اللهُ المسلمَ مِن ذُنوبٍ كَبِيرَة بصَدقَةٍ قَليلَةٍ إن كانَ المالُ حَلالا وكانت النّيّةُ تقَرُّبًا إلى الله ليسَ للرّياء ليسَ ليُقَالَ فلانٌ كَريم يَبذُل المالَ لله، إنّما نِيّتُه التّقَرُّبَ إلى الله بلا رِياء.