*عليكم بترك التنعُّم*
*قَالَ الشَّيْخُ عَبْدُ اللهِ الهَرَرِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ*:
تَتَبُّعُ الرَّفَاهِيَةِ وَأَسْبَابِ الرَّاحَاتِ يُؤَدِّي إلَى قَسْوَةِ القَلْبِ فَيَتْرُكُ تَذَكُّرَ الآخِرَةِ ويَتَأخَّرُ عَنِ الاسْتِعْدَادِ لَهَا، فلا بُدَّ أَنْ يَقَعَ مَنْ لَا يُقَلِّلُ التَّنَعُّمَ فِي أَحَدِ أَمْرَيْنِ: فِي الحَرَامِ أوْ فِي الغَفْلَةِ.
الغَفْلَةُ عَدَمُ إِشْغَالُ الوَقْتِ بِمَا هُوَ نَافِعٌ، وَهِيَ سَبَبُ المَعَاصِي وَالمَكْرُوهَاتِ، وَهِيَ تُفْسِدُ القَلْبَ وَتُظْلِمُهُ وَلَو لَم تَكُنْ مَعْصِيَةً.
أمَّا تَارِكُ التَّنَعُّمِ فَيَصِيرُ عِنْدَهُ قُوَّةٌ عَلَى الاكْتِفَاءِ بِالقَلِيلِ.لِذَا فَالتَّعَوُّدُ عَلَى التَّنَعُّمِ لَا يُقَرِّبُ إِلَى اللهِ أَيْ لَا يَجْتَمِعُ كَمَالُ الإِيمَانِ وَالتَّنَعُّمُ. لَو كَانَ الصَّحَابَةُ مُتَعَلِّقِينَ بِالرَّفَاهِيَةِ مَا انْتَشَرَ الإِسْلَامِ.
طلبة العلم يسألون والإمام الشيخ عبد الله الهرري يجيب *٢٣٧*
قال السائل: هذا الدعاء: الحمد لله الذي رَدَّ إليَّ نفسي بعد موتها ولم يمتها في منامها.
قال الشيخ: النوم أخو الموت، يقال له أخو الموت، يقال له موت بالمعنى المجازِي الله يتوفى الأنفسَ حين مَوْتِها، الحمدُ لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور، لما يستيقظُ الواحد من نومِهِ يُسَنُّ أن يقول الحمدُ لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور، هذا النومُ موت لكن ليس موتًا كُلِـّيًّا هذا موت جزئي، أليس ينسى كُلُّ ما كان فيه لما ينامُ الإنسان كأنه مات.الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور، عندما يستيقظُ الإنسان من نَوْمِهِ يقول: أَحْيَانَا بعدما أماتنا، يعني هذا النوم سَمَّاهُ مَوْتًا.
قال السائل: ما معنى وإليه النشور.
قال الشيخ: إِلَيْهِ النُّشُور، معناه يومَ القيامة بعدما يموتُ الإنسان موتا حقيقيا أليسَ يُخْرِجُهُم الله يخرجهم من قبورهم بَعْدَ الإحياء، النشور الإخراج من القَبْر، الخروجُ من القبر.
سائل سأل: إذا شخصٌ ارتد ثم رجع إلى الإسلام، بعد فترة على ذلك ثم تبين له أن زوجته حامل منه بعد أربعة أشهر فشك هل هذا الحمل حصل قبل الردة أم بعد الردة وهل يجدد العقد هنا.
قال الشيخ: هذا المولود يُحكَم لَهُ بأَنَّهُ صحيح النسب نقول عنه ابنه.
قال السائل: ويُجدِّد العقد؟
قال الشيخ: من أجلِ الرِّدة، عِنْدَ الشافعي لا يلزم، العِدَّةُ ما انتهت رَجَعَ قبل انتهاء العدة.
قال السائل: عدة المرأة هنا نحو تسعة أشهر.
قال الشيخ: مذهبُ الشافعيِّ أَنَّ المرْتَدَّ إِنْ كانت له زوجة، ارْتَدَّ وزوجتُهُ حامل فإذا رَجَعَ إلى الإسلام قَبْلَ أن تَضَعَ حَمْلَها لا يحتاجُ إلى تجديدِ نكاح.
اهـ
رحم الله من كتبه ومن نشره
قال شيخنا رحمه الله تعالى ونفعنا به وأمدنا بأمداده:
المتكاسل عن الاشتغال بالقضاء المعجل الذي فاته بلا عذر إن ذكر الله له ثواب بذكره إلا ان قال لا اشتغل بالقضاء لكي اشتغل بالذكر فهذا لا ثواب بذكره.وإن صلى رواتب الفرائض ليس له ثواب بهذه الرواتب حتى ينهي القضاء الذي فاته بلا عذر.
أما إذا عمل عمرات واشتغل بالذكر وعيادة المريض وحضور درس ديني له ثواب لأنه ما قال أعمل العمرة وكذا وكذا بدل القضاء أما الذي يقول بدل القضاء أعمل عمرة نافلة أي بدل أن أقضي الفرض سأعمل عمرة نافلة هذا ما له ثواب.
الذي عليه قضاء فاته بلا عذر كل وقته يصرفه في القضاء إلا الوقت الذي لا يستغنى عنه للأكل والشرب وقضاء الحاجة والعمل الذي لا يستغنى عنه لمعيشته .
قال شيخنا رحمه الله تعالى ونفعنا به وأمدنا بأمداده:
الصّدَقةُ مِن مَالٍ حَلالٍ قَد يَغفِرُ اللهُ بها الكبائرَ، الصّدَقَةُ مِنَ المالِ الحَلال لها نَفعٌ كَبِيرٌ مَهما قَلّت، لها عندَ اللهِ وَزنٌ كَبِيرٌ، لذلكَ قالَ الرّسولُ عليه السلام: “سَبَقَ دِرهَمٌ
مِائةَ أَلفِ دِرهَم” قيل كيفَ ذلكَ يا رسولَ الله قال: “رَجُلٌ لهُ دِرهَمَان” أي مِن حَلال “تصَدَّقَ بأَحَدِهِما وأَبْقَى على الآخَرِ لنَفسِه، ورَجُلٌ ءاخَرُ تصَدَّقَ بمِائةِ أَلفٍ مِن عُرضِ مَالِه” رواه النسائي والترمذي وابن حبان والحاكم والبيهقي. أي مَالِه الكَثِير، مِن هَذا المالِ الكثير الذي هو مَلايِين أعطَى مِائةَ أَلف وترَكَ لنَفسِه الكثيرَ الكثِير، قال هذا الذي تصَدّقَ بدِرهَم وتَركَ لنَفسِه دِرهَما ثَوابُه أَعظَمُ مِن ذاكَ الذي تصَدَّقَ بمائةِ أَلف لأنّ هَذا غَلَب نَفسَه لأجْل الآخِرَة مَا قالَ أنَا مَا عِندي إلا دِرهمَين كيفَ أُخرِجُ دِرهَما مِنهُما، ءاثَرَ الآخِرَة وخَالَف نَفسَه ورَغِبَ فِيما عندَ الله مِنَ الثّواب هذا ثَوابُه أفضَل مِن ذلكَ الغَنيّ. ليسَ شَرطًا أن يكونَ الشّخصُ تصَدّق بالكثير بل العِبرَةُ أن يكونَ المالُ حَلالًا، ثم لو تصَدَّق بحَبّةِ تَمر على إنسَانٍ جَائع هذه التّمرَةُ الواحِدَةُ لها عندَ الله وزن كبيرٌ قَد يُعتِقُ اللهُ المسلمَ مِن ذُنوبٍ كَبِيرَة بصَدقَةٍ قَليلَةٍ إن كانَ المالُ حَلالا وكانت النّيّةُ تقَرُّبًا إلى الله ليسَ للرّياء ليسَ ليُقَالَ فلانٌ كَريم يَبذُل المالَ لله، إنّما نِيّتُه التّقَرُّبَ إلى الله بلا رِياء.
قال شيخنا رحمه الله ونفعنا به وأمدنا بأمداده: كانَ رَسولُ اللهِ صَلّى اللهُ علَيه وسلّم إذا أكَلَ طَعَامًا قال: “الحَمدُ للهِ الذي أطَعَمَنا وسَقَانا وجَعلَنا مُسلِمِين”.اه
(عن أبي سعيد الخدري أنّ النّبيّ صَلّى الله عليه وسلّم كانَ يَقُولُ إذا فَرَغ مِن طَعامِه “الحَمدُ للهِ الذي أطْعَمَنَا وسَقَانَا وجَعَلَنَا مُسلِمِينَ”رواه النسائي وأبو داود وابن ماجه والترمذي والبيهقي وأحمد وابن أبي شيبة.
: سئل الشيخ: عن ركُوب سَيّارة الأجرة اعتِمَادًا على العَدّاد في دَارِ الحَرب.
فقال الشيخ: الأجرَة يُشتَرط أن تكونَ مَعلُومَةً قَبلَ العَمل فإذا كانَت الأجرَةُ مَجهُولَةً صَارً حَرامًا، مع الكافر ومعَ المسلم. لو كانَت الأجرةُ مَعلُومَةً مِنَ الابتداء لا يكونُ المسلم مَغبُونًا، أو يَسأَل الناسَ الآخَرِين الذين يَدفَعُونَ بطَريق العَدّاد كم تَدفَعُون فيَدفَع لهُ بهذا القَدْر (أو أَزْيَدَ ويَتّفِق معه على ذلكَ ابتداء) .
سئل الشيخ: مَن أَدخَل المرتَدّ في الإسلام هَل لهُ بِشَارَةٌ بالموت على الإيمان.
فقال الشيخ: “مَن أَسْلَم على يَدِه رَجُلٌ دَخَلَ الجَنّةَ” هَكذا وَردَ في الحديث (رواه الطبراني والشهاب في مسنده). لهُ أَجرٌ كَبِير. هَذا والكافرُ الأصليُّ واحِدٌ.
فلنجتهد في تعليم الناس يا أحبابنا لله تعالى
سئل شيخنا رحمه الله ونفعنا به وأمدنا بأمداده: من رأى ليلة القدر هل يسنّ له أن يكتم
فقال الشيخ: نعم إلا إذا رأى مصلحة في الإخبار فيخبر.
وليس الكتمان خاصّا بالسّنَة التي رأى فيها بل لما بعد ذلك أيضا.
98 – قال الشيخ: مَنْ رأى ليلةَ القَدْر له بِشَارة بحُسْن الخاتمة.
سئل شيخنا رحمه الله ونفعنا به وأمدنا بأمداده: من رأى ليلة القدر هل يسنّ له أن يكتم
فقال الشيخ: نعم إلا إذا رأى مصلحة في الإخبار فيخبر.
وليس الكتمان خاصّا بالسّنَة التي رأى فيها بل لما بعد ذلك أيضا.
98 – قال الشيخ: مَنْ رأى ليلةَ القَدْر له بِشَارة بحُسْن الخاتمة.
سئل الشيخ: في كل سنة هل لا بد أن يرى بعض المسلمين ليلة القدر.
فقال الشيخ: ليلة القدر أعظم فوائدها أن العبادة في تلك الليلة كعبادة ألف شهر. رأيتها أو لم ترها. أما الذي هو متكاسل عن الطاعات ليس له همة قوية لا يستفيد منها استفادة كاملة هذا لمن رأى ولمن لم ير أما من رأى خاصيته إن دعا فذلك الدعاء مستجاب.
قال شيخنا رحمه الله تعالى ونفعنا به وأمدنا بأمداده: أمّا رؤيةُ لَيلة القَدر فهو لبَعض النَّاس، مِن النَّاس مَن يَرى الأنوار، نُورًا حُلْوًا جميلَ الشّكل أحلَى مِن نُور القَمر، وتَسجُد الأشجارُ فيراها بعضُ النَّاس بعَينِه سَاجِدةً أمّا الذينَ حَجَب الله تَعالى أبصَارهُم عن رُؤْيتها لا يرَون، في البيتِ “قد” يَرى واحِدٌ مِن أهلِ البَيت هذَا الضّوءَ يقَظةً والآخَرونَ لا يرَونَ إلاّ العَتمة لأنّ الضّوءَ مُطفَأ، هذَا يرى نُورًا ظَاهرًا يملأ البَيت وخارجَ البَيت، بعض النَّاس يظَلُّون يُبصِرُونَه مُدّةً واسِعَةً وبعضُ النَّاس لحظَة؛ على حسَب ما شاءَ اللهُ لهم، ثمّ الذي شاءَ اللهُ تَعالى رؤيتَها له فرآها يَكتُم ولا يُشِيعُ للنّاس فيقولُ أنا رأيتُ أنا رأيتُ لأنّ هذه مِن الأسرار، ثم مِن أهمّ ما يُقال إذا رآها “اللهُمّ إنّك عَفُوٌّ تُحِبُّ العَفوَ فاعْفُ عَنّي”، ثم يَدعُو بغَيرِ ذلكَ مِن الخَير لنَفسِه ولأهلِه ولأصدقائِه وللمسلمِينَ عامّةً، أيُّ دُعَاءٍ بخَير إذا كانَ تلكَ السّاعَة أَطلَقَ الله لسَانَه لأنّ بعضَ النَّاس تَرتَبِطُ ألسِنَتُهم لأنّهم رأَوا ما لم يرَوه قَبلَ ذلك، بعضُ النَّاس تلبَسُهم الدّهشَة فيَصيرُ عِندَهُم خَوفٌ أمّا بَعضُ النَّاس اللهُ تَعالى يُطْلِقُ ألسِنَتَهُم بالدّعاء، وبعضُ النَّاس يرَونَ الملائكةَ عِيانًا ومنهم مَن يَسمَعُونَ سَلامَ الملائكة، يقولُ لهم الملَك السّلامُ علَيكُم.
174 – س: من رأى ليلة القدر هل يحدث الناس بذلك
ج: مَن رأى ليلةَ القَدر إن تَكلّمَ ليسَ علَيهِ مَعصِية لكن كَتْمُه أَحْسَن، والسّبَب في الكَتْم بالنّسبَة لبَعض النَّاس لئلاّ يَدخُلَهُم الغُرور، وبعضُ النَّاس لو كانت قلُوبُهم خَاشِعَة لا يَحصُل لهمُ الغُرور إنّما الكَتمُ مَطلُوبٌ منهم لأنّ ما رأوه مِنَ الأسرار.
175 – س: إن أخبرَ الشّخصُ برؤيته للَيلة القدر حتى يؤمِنَ شَخصٌ آخَر.
ج: إن كانَ لمثلِ هذَا الغرَض فلا بأس إذا تكلَّم.
النية لله تعالى
قال شيخنا رحمه الله تعالى رحمة واسعة:
“كانَ العَربُ في الجاهلِيَّةِ أقوياءَ في الشِّعْرِ فكانَ أحَدُهُم يَكتُبُ القَصِيدَةَ ويُعلِّقُها على الكعبَة، عُلِّقَت سَبعُ مُعَلَّقَات على الكعبَة، يُقالُ لها المعلَّقَاتُ السَّبْع، هؤلاءِ اللهُ تَعالى ذَمَّهُم ومدَح الذينَ بَعدَهم، وهؤلاءِ طلَع لهم حَسَّانُ بنُ ثَابِتٍ كانَ يَكسِرُهُم وكانَ أقوى في الشِّعرِ منهُم وكانَ يَمُدُّه جِبريلُ بالنَّفَحَات.
أبو بَكر الصِّدِّيق ما كانَ يُقالُ لهُ شَاعِر، الَّذي يقولُ البَيتَ أو البَيتَين لا يُقالُ لهُ شَاعر، الَّذي يُقالُ لهُ شَاعِرٌ هو الَّذي يَقصِدُ أن يَعمَلَ القَصِيدَة فيَعمَلُها وتَكونُ على الأوْزان، أمَّا الَّذي يقولُ الكلامَ فيَكونُ كلامُه على الموازِيْن مِن غَيرِ أنْ يَقصِدَ أنْ يقولَ شِعْرًا هذا لا يُسَمَّى شَاعِرًا”. اهـ.
يا من تذهبون للحج وزيارة النبي احفظوا هذه الأدلة كما ذكرها الشيخ جميل حفظه الله تعالى تماما.وحفظوها اولادكم.وعلموها للناس
سئل شيخنا رحمه الله: مَن رَأت النّبيَّ في الرؤيا وأنّها تُقَبّلُ لهُ يَده هَل يَدُلُّ ذلكَ على أنّها مَنسُوبَة.
فقال الشيخ: ليسَ شَرطًا، قَد يَكُون لذلكَ تَأويلٌ خَاصٌ، أكثَرُ المنَامَاتِ ليسَ عَلى ظَاهرِها الرّسولُ صلى الله عليه وسلم رأى في المنام الدّجّالَ وسَيّدَنا عيسى يَطُوفانِ بالكعبة وقَد ثَبَت في الحديثِ أنّ الدّجّالَ لا يَدخُل مَكّةَ.
قال شيخنا رحمه الله: بَعْضُ العُلَمَاءِ قَالُوا: شَعَرُ الهِرَّةِ المُنْفَصِلُ عَنْهَا (حالَ حَياتِها) طَاهِرٌ
المجاذيبُ يَنتَفِعُ بهِم مَن تَعلَّمَ عِلمَ الدِّينِ وعَرَفَ أنَّ بَعضَ الأولياءِ يَحصُلُ لهُم غَيْبَةٌ ويَكُون عندَهُم تميِيزٌ، أمّا مَن ليسَ عندَه تميِيزٌ قد يَكفُر بسَببِهم. أمّا الأولياءُ الكُمَّل لا يحصُلُ منهُم (عادة) كلامٌ شَاذٌّ فيهِ كفرٌ، لا عَمدًا ولا عن غَيرِ عَمدٍ، أمّا أهلُ الحَالِ يَسكَرُونَ في حُبّ الله، لا يَعُونَ مَا يَخرُج مِن أَفواههِم بعضَ الأوقَات، أمّا الكُمّلُ يَضبِطُونَ أَنفُسَهُم مَهما قَويَ علَيهِم سُلطَانُ المحبَّةِ. كذلكَ بَعضُهم يَكُون مُتطَوِّرًا في جِسمٍ مِنَ الأشباحِ الفَرعِيّةِ، لا يَراهُ النّاسُ يَقُومُ للصَّلاةِ، يَرَونَه قَاعِدًا أو نائِمًا وهوَ يَكُونُ يُصَلّي بجَسَدِه الأصلِيّ في مَكانٍ ءاخَرَ، مِثل الذي حَصَل لوَليّ اسمُه قضِيبُ البَان، بعضُ النّاسِ وجَدَه لا يَقُومُ في أَوقاتِ الصّلاةِ فرَفَع علَيهِ دَعْوَى، فحَضَر بثَمانيةِ أَشْباح بشَكلٍ واحِد، فقَالَ لهُ على أيّ هؤلاءِ تَدَّعِي أنّه لا يُصَلّي، فعَرَفَ القَاضِي حَالَه فخَلّى سبِيلَه. لكن نحنُ يجبُ علَينا أن نقُولَ لهُ يا فلانُ حانَ وقتُ الصّلاةِ قُم فصَلّ.
(في سنةِ سبعينَ وخمسِمائة توفي الشّيخ قضِيبُ البان الموصلِي بالموصِل، وهو أحدُ الأولياء المشهُورين والنُّبَلاء المذكُورِين، لهُ كراماتٍ ظاهِرة وأحوالٌ فاخِرة. وقد عَزَم قاضي الموصِل أن يقولَ للسّلطان في إخراج قَضيب البان مِن الموصل في سِرّه، قال: فرأَيتُ قضِيبَ البان مُقبِلاً على هيئتِه المعروفَة، فمشَى خَطوَةً وإذا هوَ على هيئةِ كُردِيّ، ثمّ مشَى خَطوةً وإذا هو على هيئةِ بدَويّ، ثمّ مشَى خَطوةً وإذا هو على هيئةِ فَقيه، بصورةٍ غيرِ الصّورة المتقدّمة، وقال لي: يا قاضِي هذه أربعُ صُور رأيتَهُنّ فمَن هو قضيبُ البان منهنّ حتى تقولَ للسّلطان في إخراجِه؟ فلَم أتمَالكْ أن أكبَبْتُ على يدَيهِ أُقبّلْهما وأستَغفر. (2|131 من تتمة المختصر في أخبار البشر لعمر بن الوردي رحمه الله تعالى)
في الشّام كانَ واحِدٌ مَعه شَهادتانِ في الدّكتوراه ثم سَلكَ تجَرّدَ ثم ذهَبَ إلَيهِ بعضُ الجُهّال فرأَوهُ لا يُصَلّي فقالوا لَيسَ الشّأنُ بالصّلاةِ هَذا وَليّ وهوَ لا يُصلّي فكَفَرُوا.