في بيان البدعة

Arabic Text By Jun 07, 2017

في بيان البدعة:

ليُعلم أن ما يقال عنه بدعة يكون مذموماً غالباً، ولكن قد يأتي ذلك بمعنى ما استحدث من الخير كذلك، قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري: والمحدثات بفتح الدال جمع محدثة، والمراد بها ما أحدث وليس له أصل في الشرع ويسمى في عرف الشرع بدعة، وما كان له أصل يدل عليه الشرع فليس ببدعة. فالبدعة في عرف الشرع مذمومة بخلاف اللغة فإن كل شيء أحدث على غير مثال يسمى بدعة سواء كان محموداً أو مذموماً، وكذا القول في المحدثة وفي الأمر المحدث الذي ورد في حديث عائشة: “من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد” كما تقدم شرحه ومضى بيان ذلك قريبا في كتاب الأحكام. وقد وقع في حديث جابر المشار إليه “وكل بدعة ضلالة”، وفي حديث العرباض بن سارية “وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة” وهو حديث أوله “وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة..” فذكره وفيه هذا، أخرجه احمد وأبو داود والترمذي وصححه ابن ماجه وابن حبان والحاكم. وهذا الحديث في المعنى قريب من حديث عائشة المشار إليه وهو من جوامع الكلم. قال الشافعي: البدعة بدعتان محمودة ومذمومة، فما وافق السنة فهو محمود وما خالفها فهو مذموم، أخرجه أبو نعيم بمعناه من طريق إبراهيم بن الجنيد عن الشافعي. وجاء عن الشافعي أيضاً ما أخرجه البيهقي في مناقبه قال: المحدثات ضربان ما أحدث يخالف كتاباً أو سنة أو أثراً أو إجماعاً فهذه بدعة الضلال، وما أحدث من الخير لا يخالف شيئاً من ذلك فهذه محدثة غير مذمومة، انتهى. وقسّم بعض العلماء البدعة إلى الأحكام الخمسة وهو واضح.انتهى وبعض العلماء منهم النووي والعز بن عبد السلام وابن عابدين وغيرهم، والأحكام الخمسة أي الوجوب والسنية والإباحة والكراهة والتحريم ومن الأخيرة القول بالجسمية في حق الله وهو كفر وضلال. قال الشافعي وغيره من قال عن الله جسم فهو كافر. اهل السنة قالوا: الله موجود بلا كيف ولا مكان.