حُسن الخلق فضيلة، فعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه سأل رسول الله قال: ما يمنعني من غضب الله عز وجل؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: “ﻻ تغضب” رواه أحمد وابن حبان.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رجل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: دلني على عمل يدخلني الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ﻻ تغضب ولك الجنة” رواه الطبراني.
وسبب ذلك أن الغضب يجر الى الفساد والكلام المحرم، ويجر الى القتل والكفر والعياذ بالله. ولكن ليُعلم أن غضب الله تعالى ليس انفعالاً كما يغضب البشر لأن الله منزه عن صفات المخلوقين.
الغضب إذا أضيف إلى الله تعالى فهو سخطه على مَن عَصاه ومعاقبته له، والله منزه عن مشابهة البشر في أي صفة من صفاتهم. الله منزه عن الانفعالات النفسانية.
وأما قول الشخص: “أعوذ بالله من غضب الله”، فالمراد بالقول: “من غضب الله” أي من أثر غضب الله، وليس معناه من صفة الله التي هي صفة ذاتية لله تعالى لا تشبه صفات البشر.
المعنى إذا قلنا نعوذ بالله من غضب الله أي من الأشياء التي هي من آثار غضب الله، أي نعوذ بالله مما حرَّم الله لأن الحرام سبب للعذاب، فالذي يقول: أعوذ بالله من غضب الله معناه أعوذ بالله من أن أفعلَ الحرام الذي هو سبب لعذاب الله، وليس معناه أننا نستعيذ من صفة الله التي هي غضبه، تلك صفة أزلية أبدية لله تعالى