المسلم المحبّ لله تعالى لا يملّ سماع تمجيد الله عز وجلّ. الله منزه عن مشابهة المخلوقات سبحانه ليس كمثله شىء.
وليُعلم إخواني أن لفظ الضحك هنا فسّره البخاري ومنع من أخذه على ظاهره كما يضحك البشر والعياذ بالله، وفي ذلك التأويل للإمام البخاري قال البيهقي في كتاب الأسمـاء والصفـات باب ما جاء في الضحك.. “عن أبي هريرة أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: “يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر كلاهما يدخل الجنة…” [المقتول مظلوم ثم يتوب القاتل].. قال: قال البخاري معنى الضحك الرحمة. قال أبو سليمان – يعني الخطابي – قول أبي عبد الله (البخاري) قريب وتأويله على معنى الرضا لفعلهما أقرب وأشبه، ومعلوم أن الضحك من ذوي التمييز (البٙشٙر) يدلُّ على الرضا، والبشر (بكسر الباء وسكون الشين) والاستهلال منهم دليل قبول الوسيلة ومقدّمة إنجاح الطلبة، والكرام يوصفون عند المسألة بالبشر وحسن اللقاء، فيكون المعنى في قوله “يضحك الله إلى رجلين” أي يُجزل العطاء لهما لأنه موجَب الضحك ومقتضاه”اهـ. قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري مؤيداً لما ذهب إليه الخطابي والأئمة الأعلام المنزهون لله تعالى “قلت: ويدلّ على أن المراد بالضحك الإقبال بالرضا تعديته بـ”إلى”، تقول ضحك فلان إلى فلان إذا توجّه إليه طلْق الوجه مظهراً للرضا به