*كل الأئمة على استحسان التبرك بالصالحين وآثارهم ومنهم الامام احمد بن حنبل رضي الله عنه*
قال الحافظ بدر الدين العينيّ في عمدة القاري شرح صحيح البخاري: “وقد سَأَلَ أَبُو هُرَيْرَة الْحسنَ رَضِي اللهُ تَعَالَى عَنه أَنْ يكْشفَ لَهُ الْمَكَان الَّذِي قبَّله رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ سرته، فَقبَّله (أبو هريرة) تبرُّكًا بآثاره وَذرِّيته، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم”.
وَقد كَان (التابعي) ثَابت الْبنانِيّ لا يدع يَد أنس (بن مالك) رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ حَتَّى يقبِّلهَا وَيَقُولُ: يَدٌ مسّت يَد رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم. وَقَالَ أَيْضاً: وَأَخْبرنِي الْحَافِظ أَبُو سعيد بْن العلائي قَالَ: رَأَيْت فِي كَلامِ أَحمد بن حَنْبَل فِي جُزْء قديم عَلَيْهِ خطّ ابْن نَاصِر وَغَيره من الْحفّاظ أَنَّ الإِمَام أَحمد سُئِلَ عَن تَقْبِيل قبر النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتقبيلِ منبره، فَقَالَ: لا بَأْس بذلك، قَالَ: فأريناه للشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن تَيْمِية (المجسم الضال وكان معروفاً بإنكار ذلك) فَصَارَ يتعجب من ذَلِك، وَيَقُول: عَجِبْتُ، أَحْمدُ عِنْدِي جليل يَقُوله؟!! (وكأنه ينكر ذلك)، هَذَا كَلامُه أَو معنَى كَلامه. (ثم رد كلام ابن تيمية) وقال: وَأيُّ عجبٍ فِي ذَلِك وَقد رُوِّينَا عَن الإِمَام أَحمد أَنه غسل قَمِيصًا للشَّافِعِيِّ وَشربَ المَاء الَّذِي غسله بِهِ، وَإِذا كَانَ هَذَا تَعظِيمه لأهل الْعلم فَكيف بمقادير الصَّحَابَة وَكَيف بآثار الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِم الصَّلاة وَالسَّلام”.اهـ.