تحذير مهم من الكذب ولو بالمزح، في أول نيسان/ أبريل وفي غيره.
الكَذِبُ لا يَصلُحُ في جِدٍّ ولا في هَزْلٍ أي مَزْحٍ ولو كانَ المقصِدُ إِضحاكَ الحاضرين ولو لم يَكُنْ فيهِ إيذاءٌ للنَّاس، وإن كان فيه إرعاب فهو أشد، فقد قالَ رسولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: “إِنِّي لأَمْزَحُ وَلا أَقُولُ إِلا حَقًّا”، فَأَخْبَرَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم في حَدِيْثِهِ هذا أنَّه يمزَحُ ولكِنه لا يَقُولُ إِلا حَقًّا أي أنَّ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم لا يَكْذِبُ. كما نحذِّرُكُم مِن قَوْلِ بَعْضِ النَّاسِ: (الكَذِبُ مِلْحُ الرِّجال) فهذا كفر لأنه جعل الكذب من صفات الرجولة وأن الصادق رجولته ناقصة وفيه كذلك استحسان القبيح شرعاً. وكذلك قول بعضهم (وَعَيْب على الذي يُصدّق) فهذا كفرٌ صريح كذلك لأن الذي يصدّق ما لا ضرر فيه ولو كان ذاك يكذب وهو لا يعرف ذلك لا عيب عليه ولا ضرر إن صدّقه.