فائدة بخصوص صوم شهر رجب لكثرة من ينكر ذلك من المبتدعة أتباع ابن تيمية، ننقل من مواهب الجليل شرح مختصر خليل وهو من أشهر كتب الفقه المالكي وفيه: وقال الدميري: سئل الحافظ أبو عمرو بن الصلاح عن صوم رجب كله هل على صائمه إثم أم له أجر؟ فأجاب: لا إثم عليه في ذلك، ولم يؤثمه بذلك أحد من علماء الأمة في ما نعلمه، بل قال حفاظ الحديث لم يثبت في صوم رجب حديث، أي فضل خاص، وهذا لا يوجب زهداً في صومه لما ورد من النصوص في فضل الصوم مطلقاً، والحديث الوارد في سنن أبي داود في صوم الأشهر الحرم كاف في الترغيب. وسئل الشيخ عز الدين بن عبد السلام في ما نقل بعض المحدثين عن منع صوم رجب وتعظيم حرمته، وهل يصح نذر صومه أم لا؟ فأجاب: نذر صوم رجب لازم لأنه يُـتقرب إلى الله بمثله والذي نهى عن صومه جاهل بمأخذ أحكام الشريعة، وكيف يكون منهياً عنه مع أن العلماء الذين دوّنوا الشريعة لم يذكر أحد منهم اندراجه في ما يُكره صومه، بل يكون صومه قربة إلى الله تعالى لما جاء في الأحاديث الصحيحة من الترغيب في الصوم مثل قوله صلى الله عليه وسلم: “كل عمل ابن آدم له إلا الصوم”، وقوله: “لخلوف الصائم أطيب عند الله من ريح المسك”، وقوله صلى الله عليه وسلم: “إن أفضل الصيام صيام أخي داود وقد كان يصوم يوماً ويفطر يوماً”، من غير تقييد بما عدا رجباً من الشهور. ومن عظّم رجباً بغير الجهة التي كان أهل الجاهلية يعظمونه لها فليس بمقتد بالجاهلية. وليس كل ما فعلته الجاهلية منهياً عن ملابسته إلا إذا نهت الشريعة عنه ودلت القواعد على تركه. ولا يُترك الحق لكون أهل الباطل فعلوه. والذي نهى عنه من أهل الحديث جاهل معروف بالجهل لا يحلّ لمسلم أن يقلده في دينه إذ لا يجوز التقليد إلا لمن اشتهر بالمعرفة بأحكام الله تعالى وبمأخذها، والذي يضاف إليه ذلك (أي القول بالمنع) بعيد عن معرفة دين الله تعالى فلا يُقلد، ومن قلّده فقد غرر بدينه.اهـ فالذي يقلد في دينه أتباع ابن تيمية فقد غرّر بدينه كما يقول الشيخ عز الدين رحمه الله فليُتنبّه نسأل الله السلامة،