🙁 مفتي سوريا الأسبق الشيخ محمد أبو اليسر عابدين ( المتوفى سنة 1404 هجرية
قال في كتاب الإيجاز في ءايات الإعجاز مانصه
اعلم أنهُ تقرر في دين الإسلام أن الله تعالى لا مكان له”
ولا زمان وهو رب الزمان
والمكان وإنما الأمكنة التي تضاف إليه تعالى إنما تضاف للتشريف
“لأنه شرّفها فيقال بيت الله
فاعلموا أيها الأحبة أن اللهُ كانَ في الأزل قبل خلق العالم وَحدَهُ لم يَكُنْ مَعَهُ شىءٌ، لا عرش، ولا سماء، ولا أرض، ولا جهة فوق، ولا جهة تحت، ولا جهة يمين، ولا جهة يسار، ولا جهة أمام، ولا جهة خلف، ولا زمان ولا مكان.
كانَ موجودًا بدونِ هذه الأشياء، ثمَّ خَلَقَ هذه الأشياء، ثمَّ هو لم يتغير عمَّا كانَ عليه، لم يتخِذْ مكانًا. والعرشُ أكبر المخلوقات خَلَقَهُ الله لإظهارِ قدرتِه لأنه يوجَدُ ملائكةٌ لا يعلمُ عددَهُم إلا اللهُ يحيطونَ بالعرشِ، يطوفون حولَ العرشِ، يُسبحونَ اللهَ ويحمدونه. هؤلاء الملائكة لَمَّا يرَونَ هذا العرش الكبيرَ الَّذِي لا يعلمُ حدَّهُ إلا اللهُ، يزدَادُونَ يقينًا بِكَمَالِ قُدرةِ اللهِ، ولِهَذَا خَلَقَ الله العرش. لَيس لِيَجْلِسَ عَلَيْهِ لأن الجُلُوسُ مِنْ صِفَةِ الخَلْقِ. الإنسانُ يجلِسُ وَالكَلْبُ يَجْلِسُ. أما اللهُ تبَارَكَ وَتَعَالَى فلا يجوزُ عَلَيْهِ أَن يَكُونَ كَشَىءٍ مِنْ خَلْقِهِ.
مَعْرِفَةُ اللهِ كما وصف نفسه سبحانه ليس كمثله شىء، مهما تصوّرتٙ ببالك فالله بخلاف ذلك. الله موجود بلا كيف ولا جهة ولا مكان. هذا هو عقيدة التوحيد، هذا أساس الاسلام. والضرورة تدعو إلى تكرار نشر ذلك بين الحين والحين حسب الحاجة، وفي ذلك أجر عظيم والحمد لله رب العالمين.