إن الذي يضطرنا إلى الكتابة في بعض المسائل وجودُها وانتشارها على شبكة الإنترنت في مثل اليوتيوب، وكذلك على بعض الفضائيات التي تبثّ سمومها للملايين من الناس، فإذا سكت المسلمون عنها فإنها تزداد انتشاراً حتى يظن بعض الجهال أنها صحيحة فيعتقد الضلال وهو لا يدري بحاله، فهذا واجب من آتاه الله شيئاً من العلم أن يعمل به وينبّه الناس من المهالك، هذا واجب شرعي ديني مؤكد عملاً بما جاء في الشريعة من وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإلا فالهلاك.
وقد سمعتُ ورأيتُ في اليوتيوب كلاماً تقشعرّ له أبدان المؤمنين من رجل يتزيّا بزيّ المشايخ ضال أعمى البصيرة نعوذ بالله تعالى، قال كلاماً ينبو عنه السمع والقلب والعقل السليم، وصار بعدما قال الكلام الكفريّ الخبيث يتأوّله ويفسّره تأويلات بعيدة يرفضها أيّ مسلم مؤمن بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم.
قال هذا الهالك في حق الله تعالى: “وما الكلب والخنزير إلا إلهنا (إلاهنا).. وما الله إلا راهب في كنيسة”.. ثم صار يتأول هذا الكلام ويفسّره تفسيرات بعيدة جداً لا تسمن ولا تغني من جوع. من قال هذه العبارة فوق سواء منها الجزء الأول أو الشطر الثاني فهو كافر كافر كافر، ومن رضي بها فهو مثله كذلك كافر كافر كافر.
هذا ليس تصوفاً، هذه زندقة. التصوف ما كان عليه أمثال الأئمة الجنيد والرفاعي والجيلاني ومعروف الكرخي، أما هؤلاء الدجاجلة آكلو أموال الناس بالباطل فحكمهم الشرعي أنهم زنادقة ليسوا مسلمين ولو قالوا لا إله إلا الله ألف ألف مرة لا تنفعهم مع هذا الاعتقاد الخبيث إلا أن يرجعوا عنه وينبذوا الكفر ثم يتشهدون، وإلا فالتشهد غير نافعهم ما داموا يعتقدون مثل هذه الكفريات الشنيعة مهما زعموا أن لها تأويلاً وذلك لأنها من الكفر الصريح الظاهر الذي لا يشك فيه مؤمن بالله ورسوله. هذا الكلام الخبيث أعلاه شتم لله تعالى، وشاتم الله تعالى لا يشك مسلم في كونه كافراً والعياذ بالله تعالى، فليُعلم وليُحذر ذلك فإنه زندقة وليس تصوفاً. التصوف علم بالشريعة وعمل بأحكامها، ومن ظن أنه غير ذلك فهذا لا يعرف حقيقة التصوف إنما هو جاهل ركبه الوهم واستحكم منه الشيطان نسأل الله تعالى السلامة وحسن الختام