العجب من بعض الناس ينقلون في الواتس والفايس عن أمثال ابن تيمية وابن قيم الجوزية والألباني وأشباه هؤلاء من الضالين المضلين، وقد حذرنا منهم كثيراً، وآخرون مفتونون بالزمخشري وفلتاته اللغوية، وقد حذر منه العلامة أبو حيان الأندلسي (ت 745 هـ.) في تفسير سورة النمل من البحر المحيط، وكان الزمخشري معتزلياً يباهي ببدعته ويدعو الناس إليها وشتم أهل السنة في مواضع من تفسيره سماهم “حميراً”، والعياذ بالله تعالى، قال أبو حيان رحمه الله ما نصه في الزمخشري:
ولكنه فيه (أي تفسير الزمخشري) مجال لناقد…وزلات سوء (ضلال) قد أخذن المخانقا؛
فيُثبت موضوع الأحاديث جاهلا…ويعزو إلى المعصوم (أي النبيّ) ما ليس لائقا؛
ويشتم أعلام الأئمة ضلة (لضلاله)…ولا سيما إن أولجوه المضايقا؛
ويسهب في المعنى الوجيز دلالة…بتكثير ألفاظ تسمى الشقاشقا؛
يُـقٙـوّل فيها اللهَ ما ليس قائلا… وكان محباً في الخطابة وامقا؛
ويخطئ في تركيبه لكلامه…فليس لما قد ركبوه (العرب) موافقا؛
وينسب إبداء المعاني لنفسه…ليوهم أغماراً وإن كان سارقا؛
ويخطئ في فهم القرآن لأنه…يجوّز إعراباً أبى أن يطابقا؛
وكم بين من يؤتى البيان سليقة…وآخر عاناه فما هو لاحقا؛
ويحتال للألفاظ حتى يديرها…لمذهب سوء (الاعتزال) فيه أصبح مارقا (أي من الإسلام)؛
فيا خسره شيخاً تخرق صيته…مغارب تخريق الصبا ومشارقا؛
لئن لم تَداركه من الله رحمة (بأن يكون تشهد قبل موته)…لسوف يُرى للكافرين مرافقا (أي لما في كتابه من الكفر الصريح والعياذ بالله تعالى).
وهذا مثال لما كان عليه العلماء من التحذير من أمثال الزمخشري، وهذا الفعل من نفائس الاسلام لأن فيه دفاعاً عن الشريعة، فلا تغترّ أخي ببعض المشاهير ينقلون عن أمثال من ذكرت أعلاه من المبتدعة الهالكين بما يوهم الناس عكس حقيقة أمرهم، فإنها غفلة عظيمة سوف يُسألون عنها يوم القيامة، يوم الحسرة والندامة.