شَهِدْتُ بأنَّ اللهَ لا ربَّ غيرُهُ.. وَأشْهَدُ أنَّ البَعْثَ حَقٌّ وَأُخْلِصُ؛ وأنَّ عُرَى الإيمانِ قولٌ مبَيِّنٌ.. وفعلٌ زَكِيٌّ قَد يزيدُ ويَنقُصُ؛ وَأنَّ أبَا بَكْرٍ خَلِيفَةُ رَبِّهِ.. وَكانَ أبُو حَفصٍ على الخَيرِ يَحرِصُ؛ وَأُشْهِدُ رَبِّي أن

Miscellaneous By May 29, 2017

فضل الخلفاء الأربعة.


أوصى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ أصحابه وصية نفيسة بعد موعظة بليغة ذرفت منها العيون ووجِلت منها القلوب كان منها: “فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى بعدي اخْتِلَافًا كَثِيرًا فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الراشدين الْمَهْدِيِّينَ، وعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ” رواه أحمد.

وعضوا عليها بالنواجذ وهي أقصى الأضراس، عبارة عن الأمر بشدة التمسك بما كانوا عليه رضي الله عنهم من العلم والعمل.

قَال الملا علي الْقَارِي فِي المِرقَاةِ: قِيلَ هُمُ الْخُلَفَاءُ الْأَرْبَعَةُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَعُثْمَانُ وَعَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمْ لِأَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ قَالَ: “الْخِلَافَةُ بَعْدِي ثَلَاثُونَ سَنَةً” وَقَدِ انْتَهَت بِخِلَافَةِ عَلِيٍّ كَرَّمَ اللهُ وَجْهَهُ. قَالَ بَعْضُ الْمُحَقِّقِينَ: وَصَفَ الرَّاشِدِينَ بِالْمَهْدِيِّينَ لِأَنَّهُ إِذَا لَمْ يَكُنْ مُهْتَدِيًا فِي نَفْسِهِ لَمْ يَصْلُحْ أَنْ يَكُونَ هَادِيًا لِغَيْرِهِ لِأَنَّهُ يُوقِعُ الْخَلْقَ فِي الضَّلَالَةِ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُ، وَهُمُ الصِّدِّيقُ وَالْفَارُوقُ وَذُو النُّورَيْنِ وَأَبُو تُرَابٍ عَلِيٌّ الْمُرْتَضَى رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ.. أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ بِمَنْصِبِ الْخِلَافَةِ الْعُظْمَى وَالتَّصَدِّي إِلَى الرِّئَاسَةِ الْكُبْرَى لِإِشَاعَةِ أَحْكَامِ الدِّينِ وَإِعلَاءِ أَعلَامِ الشَّرْعِ الْمَتِينِ رَفْعًا لِدَرَجَاتِهِمْ، وَازْدِيَادًا لِمَثُوبَاتِهِمْ. اهـ.

وَقَالَ الْإمامُ الشَّافِعيُّ رَضِيَ اللهُ عَنهُ في مَدحِ الخُلفاءِ الأربَعَةِ رِضوانُ اللهِ عَلَيهِم:

شَهِدْتُ بأنَّ اللهَ لا ربَّ غيرُهُ..    وَأشْهَدُ أنَّ البَعْثَ حَقٌّ وَأُخْلِصُ؛

وأنَّ عُرَى الإيمانِ قولٌ مبَيِّنٌ.. وفعلٌ زَكِيٌّ قَد يزيدُ ويَنقُصُ؛

وَأنَّ أبَا بَكْرٍ خَلِيفَةُ رَبِّهِ.. وَكانَ أبُو حَفصٍ على الخَيرِ يَحرِصُ؛

وَأُشْهِدُ رَبِّي أنَّ عُثْمانَ فَاضِلٌ.. وأنَّ عَلِيًّا فَضلُهُ مُتَخَصِّصُ؛


اللهم اجعلنا من أهل القلوب المنوَّرة وارزقنا حسن الحال، ءامين.