“يا لطيفًا بخَلقِهِ، يا عليمًا بخَلقِهِ، يا خبيرًا بخَلقِه، الطُفْ بِي يا لطيفُ يا عليمُ يا خبيرُ”

Miscellaneous By May 29, 2017


يحكى عن أحد الصالحين أنه قال: “أدركتني ضائقة وخوف، فخرجت هائمًا، فسلكت طريق مكة بلا زاد ولا راحلة، فمشيت ثلاثة أيام، فلما كان اليوم الرابع اشتدّ بي العطش والحر، فخفت على نفسي الهلاك، ولم أجد في البرِّيَّة شجرة أستظل بها، فجلست مستقبلاً القبلة، فغلبتني عيناي وأنا جالس، فرأيت شخصًا في المنام فمدَّ يده إليَّ وصافحني، وقال: أبشِر فإنك تَسلَمُ وتزورُ بيت الله الحرام، وتزورُ قبر النبيِّ فقلت له: من أنت؟ قال: أنا الخضر، فقلت: اُدعُ الله لي، فقال لي قل: “يا لطيفًا بخَلقِهِ، يا عليمًا بخَلقِهِ، يا خبيرًا بخَلقِه، الطُفْ بِي يا لطيفُ يا عليمُ يا خبيرُ” ثلاثًا، فقلتها فقال لي: هذه تحفة بها غنى إلى الأبد، فإذا لحقك ضائقة، أو نزل بك نازلة، فقلها تكفى وتشفى، ثم غاب عني، فاستيقظت وأنا أقولها، فوالله ما قلتها عند كل ضائقة وشدة إلَّا ورأيت من لطف الله بي ما أعجز عن وصفه”.

واللطيف من أسماء الله معناه أنه تعالى يلطف بعباده من حيث لا يعلمون، أما اللطيف من المخلوقات فمثل الروح والهواء، وهذا صفة المخلوق لا صفة الخالق الذي لا تجوز عليه المثلية لأنه لا يشبه شيئاً ولا يشبهه شىء. والعليم الله الذي لا تخفى عليه خافية سبحانه، والخبير المتحقق لما يعلم بلا شك، والشك لا يجوز عليه سبحانه