ومن أسماء سيدنا أبي بكر رضي الله عنه، العتيق، وسببه أن أم المؤمنين عائشة سئلت لم سمّي أبو بكر عتيقًا؟، فقالت نظر إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: “هذا عتيق الله من النار”، وسماه النبي صلى الله عليه وسلم صدّيقًا كذلك وقال: «يكون بعدي اثنا عشر خليفة، أبو بكر الصديق لا يلبث إلا قليلاً» وهذا من معجزات النبيّ صلى الله عليه وسلم وفيه إخبار بالغيب. الله أطلع النبيّ على بعض الغيب وليس على كل الغيب. وأخرج الحاكم أن المشركين جاؤوا إلى أبي بكر فقالوا: هل لك إلى صاحبك (يعنون النبيّ) يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس، قال أبو بكر: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم، فقال: صدق إني لأصدقه بأبعد من ذلك، بخبر السماء غدوة وروحة.. فلذلك سمي الصديق، ذكره السيوطي.
وأورد ابن الجوزي عن حسان بن ثابت وابن عباس وأسماء بنت أبي بكر وإبراهيم النخعي قالوا: أول من أسلم أبو بكر، وقال ابن الماجشون: أدركت أبي ومشيختنا محمد بن المنكدر وربيعة وغيرهم وهم لا يشكّون أن أول القوم إسلاماً أبو بكر.
وورد في قصة إسلامه رضي الله عنه أنه رأى يومًا في منامه وهو في الشام أن الشمس والقمر نزلا في حِجْره فأخذهما بيده وضمهما إلى صدره وأسبل عليهما رداءه، ثم انتبه من نومه فسأل عن الرؤيا، فقيل له: «يخرج في زمانك رجلٌ يقال له محمد الأمين تتبعه ويكون من قبيلة بني هاشم وهو نبي آخر الزمان، وأنت تدخل في دينه وتكون وزيره وخليفته من بعده»، فلما سمع سيدنا أبو بكر صفة النبي ونعته صلى الله عليه وسلم رقّ قلبه واشتاق إلى رؤيته. وما لبث أبو بكر أن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم فكان أول من أسلم من الرجال، وهذا منقبة عظيمة له.
وفي البخاري عن النبي بعد مغاضبة بين بعض الصحابة وأبي بكر قال عليه الصلاة والسلام: “هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِى صَاحِبِى! هَلْ أَنْتُمْ تَارِكُو لِى صَاحِبِى! إِنِّى قُلْتُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا فَقُلْتُمْ كَذَبْتَ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ صَدَقْتَ”، معناه أنه ليس كل الصحابة أسلموا فوراً، بعضهم أولاً لم يصدّق دعوة الاسلام ثم بعد وقت شرح الله صدره وحسن إسلامه، وهو دليل واضح على تقديم أبي بكر رضي الله