الحمد لله تعالى وبعد، فإن الإيمان لا يكون ثابتاً مع الشك في تصديق الله وتصديق نبيّه صلى الله عليه وسلم. الله تعالى قال: “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا” (الحجرات، 15)، والارتياب هو الشك وقوله تعالى “لم يرتابوا” أي لم يشكوا، لذلك فإن من حصل منه شك حقيقي في أنه صدر منه تكذيب للشريعة وجب عليه على الفور أن يتشهد للاحتياط بسبب احتمال حصول الكفر منه. لا يقول أنا كافر جزماً لمجرد الشك ضعيفاً كان أم قوياً، إنما يبادر إلى التلفظ بالشهادتين من باب الخلاص من ذلك الكفر إن كان ذلك حاصلاً منه. نحن لا نقول كفر بالشك في حصول الكفر منه، ولكنه يكفر بالاستمرار على ما هو عليه من احتمال حصول الكفر منه ولم يتشهد احتياطاً للخلاص من ذلك الكفر المحتمل، لأنه ساعتئذ يكون راضياً لنفسه باحتمال حصول ذلك منه والاستمرار على ذلك. ومن الدليل القاطع كذلك أنه إن كان ذلك الاحتمال هو الواقع، فإنه إن مات مات على الكفر، فكيف يجرؤ شخص ما على القول بعدم وجوب التشهد احتياطاً للخلاص من احتمال حصول الكفر ونحن متفقان على أنه إن مات وقد حصل منه الكفر حقيقة مات كافراً والعياذ بالله تعالى.