صدق الإيمان وحسن الخلق مرتبتان عظيمتان عند الله عز وجل. ليحسّن الشخص منا أخلاقه مع أهله، والزوج مع زوجته، والزوجة مع زوجها، والولد مع آبائه، والجار مع جاره والقريب مع قريبه ولو كان غير مسلم. هذه أخلاق المسلمين.
لينظر العاقل كيف عامل نبيّ الله سيدنا يوسُفُ عليهِ الصلاة والسلام السَّلام إخوتَه بَعدَما فَعلُوا بهِ ما فَعلُوا مِن الأذى الشّنِيع البَشِع. الحاجة ساقَتهُمُ إلى مِصرَ، ويُوسُفُ كانَ صارَ في مِصرَ ذا مَكَانَةٍ عَالِيَةٍ. حينها هوَ عَرفَهُم أمَّا هُم ما عَرفُوه حتّى عرَّفَهم بنَفسه. ما آذاهُم وما شتَمَهُم ومَا سبَّهُم لما عرَّفَهُم بنَفسِه وهوَ ذَاكِرٌ ما فعَلُوا به وهم ذاكِرُونَ ما فعَلُوا به مِنَ الظُّلم. ما فعلوه به ليسَ ظُلمًا خَفيفًا بل هو ظُلمٌ مِن أفحَشِ الظُّلْم. سيدنا يوسف أحسَنَ إلَيهم ما عَامَلَهُم بالمثلِ، قالَ لهم: لا تَثْريبَ علَيكُم اليوم، معناهُ لا أُعَيِّرُكم بما سبَقَ لكُم من ظلمي وإيذائي، معناه لا أُعَيِّركُم بما فعَلتُم منَ الإساءةِ إليّ، هذَا الذي هوَ حُسنُ الخلُق، الذي هو عَمَلُ المعروف، بَذلُ المعروفِ أي أن يُعطِي الإِنسانُ مِن نَفسِه للنَّاس الإحسانَ، ويكُفَّ أذاهُ عن النَّاس ويَصبرَ مع ذلكَ على أذاهُم. هذَا عمَلٌ صَعبٌ على النفس أن تتحمّله. من يَكُون متَخَلِّقًا بهذا الخُلُق هم بعض عبادِ الله، القَليلُ مِن عبادِ الله يكون لديهم هذه المرتبة العظيمة، أما أغلَبُ البشَرِ لا يتَخَلَّقُون بهذا الخلق