أَهَمُّ العِلمِ مَعرِفَةُ اللهِ، كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ يَترُكُونَ هَذَا وَيَشتَغِلُونَ بِأَورَادِ الطَّرِيقَةِ قَبلَ أَن يَتَعَلَّمُوا تَنزِيهَ اللهِ، يَشتَغِلُونَ بِالطَّرِيقَةِ وَالأَذكَارِ وَهُم عَلَى جَهلٍ بِخَالِقِهِمْ، مَاذَا تُفِيدُهُمْ الأَورَادُ وَالذِّكرُ؟ لا تُفِيدُهُمْ شَيئًا. الشَّأنُ فِي العِلمِ: عِلم العَقِيدَةِ ثُمَّ عِلم الأَحكَامِ.
مَن أَتقَنَ العَقِيدَةَ ثُمَّ تَعَلَّمَ فَرَائِضَ اللهِ وَمَا حَرَّمَ اللهُ وَعَمِلَ بِذَلِك،َ هَذَا يَصِيرُ وَلِيًّا مِن أَوْلِيَاءِ اللهِ، أَمَّا بِغَيرِ هَذَا مُستَحِيلٌ أَن يَكُونَ إِنسَانٌ وَلِيًّا، لَو دَخَلَ الخَلوَةَ وَانقَطَعَ عَنِ النَّاسِ وَقَلَّلَ الأَكلَ وَالشُّربَ وَالنَّومَ وَأَتعَبَ بَدَنَهُ لا يَصِيرُ وَلِيًّا وَلَو كَانَ يُهَلِّلُ كُلَّ يَومٍ مِائَةَ أَلفِ تَهلِيلَةٍ لا يَصِيرُ وَلِيًّا.
التَّصَوُّفُ الإسلامِيُّ مَبنِيٌّ عَلَى أَسَاسٍ هُوَ الإِيمَانُ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، ثُمَّ اتِّبَاعُ سيدنا رسول الله مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فِي مَا جَاءَ بِهِ، بِأَدَاءِ الصَّلَوَاتِ الخَمسِ، وَصِيَامِ رَمَضَانَ، وَاجتِنَابِ الـمُنكَرَاتِ الـمُحَرَّمَاتِ، وَتَقلِيلِ الأكلِ وَالشَّرَابِ، وَتَقلِيلِ النَّومِ إِلَى حَيثُ لا يَنضَرُّ جِسمُهُ، وَتَقلِيلِ الكَلامِ، وَتَركِ المَألُوفَاتِ وَالـمُستَحسَنَاتِ الَّتِي لا يَعُودُ مِنهَا نَفعٌ لآخِرَةِ الشَّخصِ، هَذَا هو التَّصَوُّفُ الإسلامِيُّ، علم ثم عمل، يقدّم الفرض قبل أن يشتغل بالنوافل والمستحبات. من ترك الفريضة وانشغل بالمستحبات المسنونات فهو مغرور لا يصل الى الولاية والصلاح ولو كان والداه من كبار الاولياء، هذا محروم تائه ولو ناداه الناس يا شيخ هذا من جملة المحرومين التائهين