قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من أعطي فشكر وابتُـلي فصبر وظُلم فغفر وظَلم ‏فاستغفر أولئك لهم الأمن وهم مهتدون” رواه ابن حبَّان.‏

Arabic Text By May 27, 2017


سؤال: ماذا يقول من رأى مبتلى؟

الجواب: عَن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ‏وَسَلَّمَ قَالَ: “مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلاءٍ فَقَالَ الْحَمدُ لِلهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابتَلاكَ بِهِ ‏وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلاً إِلا عُوفِيَ مِنْ ذلِكَ الْبَلاءِ كَائِنًا مَا كَانَ مَا ‏عَاشَ” رواه الترمذي وابن ماجه. ‏

قَوْلُهُ: (مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلاءٍ) أَيْ مُبْتَلًى فِي أَمْرٍ بَدَنِيٍّ كَبَرَصٍ وَقِصَرٍ فَاحِشٍ ‏أَوْ عَمًى أَوْ عَرَجٍ أَو اِعْوِجَاجِ يَدٍ وَنَحْوِهَا، أَوْ دِينِيٍّ بِنَحْوِ فِسقٍ وَظُلْمٍ وَبِدعَةٍ ‏وَكُفْرٍ وَغَيرِهَا (وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلا) أَيْ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا ‏وَالْقَلْبِ وَالْقَالَبِ (كَائِنًا مَا كَانَ) أَيْ حَالَ كَونِ ذلِكَ الْبَلاءِ أَيَّ بَلاءٍ كَانَ (مَا ‏عَاشَ) أَيْ مُدَّةَ بَقَائِهِ فِي الدُّنْيَا.‏

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من أعطي فشكر وابتُـلي فصبر وظُلم فغفر وظَلم ‏فاستغفر أولئك لهم الأمن وهم مهتدون” رواه ابن حبَّان.‏

فالصبر هو مدار النجاح والفلاح في الآخرة ، إذا اجتمعت أنواع الصبر ‏الثلاثة فهي أقصى المراتب، الصبر على الطاعة والصبر عن المعصية ‏والصبر على الشدائد والمصائب. اللهم اجعلنا من الصابرين.‏

وصية نفيسة: قِيلَ لِلْحَسَنِ الْبِصْرِيِّ نُرِيدُ مِنْكَ وَصِيَّةً قَالَ: “دِرهَمٌ مِنْ حلالٍ ‏وَأخٌ في اللهِ وجَنَّبَكَ اللهُ الأَمَرَّيْنِ وَوَقَاكَ شَرَّ الأجْوَفَيْنِ”. فَخَيْرٌ لِلإنْسَانِ أَنْ يَقْنَعَ ‏بِالْحَلالِ وَإِن قَلَّ لأَنَّ الْحَرَامَ عَاقِبَتُهُ وَخِيمَةٌ وفي ذَلِكَ قَالَ بَعْضُهُم: “لا خَيْرَ في ‏لَذَّةٍ مِنْ بَعْدِهَا النَّارُ”.‏

‏ وَالأَمَرَّانِ هُمَا الْفَقْرُ وَالْهَرَمُ، والأجوَفَانِ هما الْبَطنُ وَالْفَرجُ لأن شهوة ‏البطن والفرج سبب في كثير من المعاصي كأكل الحرام والوقوع في ‏الزنا والعياذ بالله تعالى. أرجو الدعاء وفق الله ناشره ومن يعلمنا ‏الخير وختم لنا بخير، آمين