سؤال: ماذا يقول من رأى مبتلى؟
الجواب: عَن عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ رَضِيَ الله عَنهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلاءٍ فَقَالَ الْحَمدُ لِلهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابتَلاكَ بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلاً إِلا عُوفِيَ مِنْ ذلِكَ الْبَلاءِ كَائِنًا مَا كَانَ مَا عَاشَ” رواه الترمذي وابن ماجه.
قَوْلُهُ: (مَنْ رَأَى صَاحِبَ بَلاءٍ) أَيْ مُبْتَلًى فِي أَمْرٍ بَدَنِيٍّ كَبَرَصٍ وَقِصَرٍ فَاحِشٍ أَوْ عَمًى أَوْ عَرَجٍ أَو اِعْوِجَاجِ يَدٍ وَنَحْوِهَا، أَوْ دِينِيٍّ بِنَحْوِ فِسقٍ وَظُلْمٍ وَبِدعَةٍ وَكُفْرٍ وَغَيرِهَا (وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلا) أَيْ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيَا وَالْقَلْبِ وَالْقَالَبِ (كَائِنًا مَا كَانَ) أَيْ حَالَ كَونِ ذلِكَ الْبَلاءِ أَيَّ بَلاءٍ كَانَ (مَا عَاشَ) أَيْ مُدَّةَ بَقَائِهِ فِي الدُّنْيَا.
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “من أعطي فشكر وابتُـلي فصبر وظُلم فغفر وظَلم فاستغفر أولئك لهم الأمن وهم مهتدون” رواه ابن حبَّان.
فالصبر هو مدار النجاح والفلاح في الآخرة ، إذا اجتمعت أنواع الصبر الثلاثة فهي أقصى المراتب، الصبر على الطاعة والصبر عن المعصية والصبر على الشدائد والمصائب. اللهم اجعلنا من الصابرين.
وصية نفيسة: قِيلَ لِلْحَسَنِ الْبِصْرِيِّ نُرِيدُ مِنْكَ وَصِيَّةً قَالَ: “دِرهَمٌ مِنْ حلالٍ وَأخٌ في اللهِ وجَنَّبَكَ اللهُ الأَمَرَّيْنِ وَوَقَاكَ شَرَّ الأجْوَفَيْنِ”. فَخَيْرٌ لِلإنْسَانِ أَنْ يَقْنَعَ بِالْحَلالِ وَإِن قَلَّ لأَنَّ الْحَرَامَ عَاقِبَتُهُ وَخِيمَةٌ وفي ذَلِكَ قَالَ بَعْضُهُم: “لا خَيْرَ في لَذَّةٍ مِنْ بَعْدِهَا النَّارُ”.
وَالأَمَرَّانِ هُمَا الْفَقْرُ وَالْهَرَمُ، والأجوَفَانِ هما الْبَطنُ وَالْفَرجُ لأن شهوة البطن والفرج سبب في كثير من المعاصي كأكل الحرام والوقوع في الزنا والعياذ بالله تعالى. أرجو الدعاء وفق الله ناشره ومن يعلمنا الخير وختم لنا بخير، آمين