سؤال: ما معنى حديث رسول الله ﷺ : “واعلموا أنّكم لن تَروا ربّكُم حتى تَموتُوا” (رواه الحافظ ابن حجر)؟
الجواب: هذا خطاب للصحابة رضي الله عنهم وهو يشمل جميع للمؤمنين، ومعناه أنّ الانسان ما دام في هذه الحياة الدنيا لا يرى الله بعينِه، كائناً من كان لا يرى اللهَ بعينه. في ليلة الإسراء والمعراج بعدما وصل رسول الله ﷺ فارقه جبريل عند سدرة المنتهى، بعد ذلك سمع الرسول كلامَ الله الذي لا يشبه كلام العالمين، الذي ليس بحرف ولا صوت وليس له ابتداء ولا اختتام بل أزلي أبدي. كلام الله الأزلي الأبدي الذي ليس حرفاً ولا صوتاً سمعه النبي ففهم منه أشياء. الله أوحى إليه. ثم أيضاً النبي رأى الله تعالى بقلبه بلا كيف مرتين. الله موجود لا يشبه المخلوقات.
كيف الرؤيا بالقلب؟ معنى ذلك ان الله تعالى جعل قوّة النظر بقلب الرسول اي بفؤاده فرأى الله تعالى بتلك القوة {ليس كمثله شىء}. رءاه وهو (اي الله) لا يشبه شيئاً. بقلبه رءاه ليس بعينه، أما بالعين فلا يُرى الله تعالى في الدنيا. بالعين لا يُرى في الدنيا، إلا في الآخرة.
السؤال: ما السّبب بأن جعل الله قوة الرّؤية بالقلب للرسول حينها.
الجواب: الله تعالى إذا أراد أن يجعل الرؤية في هذه الاصبع ترى. هذه جزء من الإنسان. الله جعل قوة الرّؤية بقدرته ومشيئته في العين فصارت ترى، ولم يجعل في الرجل، ولم يجعل في الفخذ ولم يجعل في الصّدر، ولم يجعل الرؤية باللسان. هو جعل الكلام باللسان وجعل الرؤية في هذه العين. الله تبارك وتعالى قادِرٌ على أن يجعل هذه الرؤية أي النظر بالفؤاد. الله تعالى جعل لرسول الله قوّة النظر بفؤاده، فرأى الله بتلك القوة التي وضعها الله في قلبه. الرسول رأى الله بقلبه، والله قادرٌ على أن يريَهُ بعينه لكن في الدنيا لا يُرِي أحداً، لا يُرِي أحداً من خلقه ذاته سبحانه بعينه إلا في الآخرة. في الآخرة يريهم اي المؤمنين، يزيل عنهم المانع الذي يمنعهم من رؤيته تعالى، يريهم ذاتَه الذي لا يشبه شيئاً، سبحانه موجود بلا كيف ولا جهة كما قال الامام أبو حنيفة وغيره من الأكابر رضي الله عنهم. رحم الله من كتبه