أوَّلُ من لُقِّبَ بـ *أمير المؤمنين* هو الخليفةُ الراشدُ *عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ* رضي الله عنه.. عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ هو أوَّلُ خليفةٍ دُعِيَ أميرَ المؤمنين، وهو أوَّلُ من كتَب التاريخَ للمسلمين، وهو أوَّلُ مَنْ حَضَّ على جمعِ القرءانِ في الصُّحُفِ، وهو أوَّلُ مَنْ جَمَعَ الناسَ على قيامِ رمضانَ.. ويقال بأنَّ نَقْشَ خاتَمهِ كان *كفى بالموتِ واعظا*..
ثبَت في (صحيح البخاريِّ) أنَّ أوَّلَ مَنْ طلَب مِنَ الخليفةِ أبي بكرٍ جَمْعَ القرءانِ هو عمرُ بنُ الخَطَّابِ، فأمَر الخليفةُ أبو بكرٍ زيدَ بنَ ثابتٍ بجَمْعهِ، فجَمَعَهُ زيدُ بنُ ثابتٍ في صُحُفٍ.. هذه الصُّحُفُ استُودِعَتْ عند أبي بكرٍ حتَّى توفّاه الله، ثمَّ عند عُمَرَ حتَّى قتِل، ثمَّ عند حَفْصَةَ بنتِ عُمَرَ حتَّى جاء عثمانُ، فأمَر عثمانُ زيدَ بنَ ثابتٍ وعبدَ اللهِ بنَ الزُّبير وسعيدَ بنَ العاصِ وعبدَ الرحمنِ بنَ الحارثِ بنِ هشامٍ أن يَنْسَخُوا القرءانَ في المصاحفِ من النسخةِ الأصليَّةِ التي عند حَفْصَةَ.. فلمَّا نسَخوا الصُّحُفَ في المصاحفِ رَدَّ عثمانُ الصُّحُفَ إلى حَفْصَةَ وأرسَل إلى كلِّ أفُقٍ بمصحفٍ مِمَّا نسَخوا وأمَر بما سِواهُ من القرءانِ في كلِّ صحيفةٍ أو مصحفٍ أن يُحْرَقَ..
ذكر ابنُ أبي شَيْبَةَ في (مصنَّفه)/كتاب المصاحف، أنَّ أوَّلَ من سمَّى المصحفَ مصحفًا هو الخليفةُ أبو بكر الصديق رضي الله عنه..
*أمير المؤمنين، الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضِيَ الله عنه هو أول من كتب التاريخ للمسلمين*:
((أي بدأ بالتاريخ الهجري))
قال الزُّهريُّ والشعبيُّ: أرَّخ بنو إسماعيل من نار إبراهيم عليه السلام إلى بنيان البيت حين بناه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام ثم أرَّخ بنو إسماعيل من بنيان البيت حتى تفرَّقت وكان كلما خرج قوم من تهامة أرَّخوا مخرجهم ومن بقي بتهامة من بني إسماعيل يؤرخون من خروج سعدٍ ونهدٍ وجهينة بن زيد من تهامة حتى مات كعب بن لؤي فأرَّخوا من موت كعب بن لؤي إلى الفيل فكان التاريخ من الفيل حتى أرَّخ عمر بن الخطاب رضي الله عنه من الهجرة وذلك سنة سبع عشرة أو ثمان عشر.(تاريخ الطبري)
ولم يكن التاريخ السنوي معمولا به في أول البعثة حتى كانت خلافة عمر رضي الله عنه، ففي السنة الثالثة أو الرابعة من خلافته كتب إليه أبو موسى الأشعري :إنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ، فجمع عمر الصحابة فاستشارهم فيقال إن بعضهم قال: أرِّخوا كما تؤرخ الفرس بملوكها كلما هلك ملك أرَّخوا بولاية من بعده فكره الصحابة ذلك، فقال بعضهم: أرِّخوا بتاريخ الروم “فكرهوا ذلك أيضا”، فقال بعضهم: أرِّخوا من مولد النبي وقال آخرون: “من مبعثه” وقال آخرون: “من مهاجرته” فقال عمر الهجرة فرقت بين الحق والباطل فأرخوا بها فأرخوا من “الهجرة” واتفقوا على ذلك.