سؤال: ما هو تفسير ما ورد في الحديث “ولا يردّ القدر الا الدعاء” رواه ابن ماجه؟

Arabic Text By May 27, 2017


القدر المعلّق

سؤال: ما هو تفسير ما ورد في الحديث “ولا يردّ القدر الا الدعاء” رواه ابن ماجه؟

الجواب: هنا المراد القدر ‏المعلق وليس تقدير الله الأزلي. ليس المقصود هنا صفة الله الذاتية لأن ‏صفات الله تعالى لا تتغيّر.‏‎‏ الله يستحيل عليه ‏التغيّر. الله لا يشبه شيئاً.‏

القضاء المعلّق ويقال كذلك القدر المعلّق هو ما كُتب في صحف الملائكة أن فلاناً إن وَصَلَ ‏رحِمَه أو بَـرَّ والديه يكون عمرُه مائة سنة، وإن ‏لم يفعل ذلك يكون ‏عمرُه ستّين سنة/، أو أنه إن وصَلَ رحِمَه يكونُ رِزقُه واسعًا وإلا ‏يكون ضيّقًا/، أو إن دعا بأن يُصرَفَ عنه كذا أو بأن ‏يُرزَقَ كذا ‏يحصُل له ذلك الشيء، وأنه إن لم يدع الله فإنه لا يحصل له ذلك‎‏. ‏

فإن حصلت في ذلك العبد تلك الصفة حصل له ذلك الأمر، وإن لم ‏تحصل له تلك الصفة لا يحصل له ذلك الأمر. لكنّ‎ ‎الله تبارك ‏وتعالى ‏عالمٌ بأنه يفعل ذلك الشيء وينال ذلك الأمر، أو بأنه لا ‏يفعل ذلك الشيء ولا ينال ذلك الأمر‎.‎‏ علم الله أزلي وكذا مشيئته.‏‎‏ ‏

من يعتقد أن اللهَ كان عالماً ومقدّراً أن يصيبَه كذا، ثم بدعائه غيّر الله ‏مشيئته أي إرادته التي هي صفته الذاتية، فهذا معتقد فاسد وكفريٌّ ‏لأن ‏الله تعالى مشيئته أزلية أبدية لا تتغير إنما هو سبحانه يغيّر ‏مخلوقاته كيف يشاء‎‏. ‏

قوله تعالى “كلَّ يوم هو في شأن” (سورة الرحمن، الآية 29) معناها أن الله يغيّر الأشياء. هو سبحانه لا يتغير، علمه لا يتغير، تقديره كذلك ‏لا يتغير، إنما هو تعالى يغيّر المحدَثات (بفتح الدال) أي المخلوقات من حال إلى حال. ‏

الذي يعتقد أنّ مشيئة الله وعلمه يتغيّران يكفر، كأن اعتقد أن اللهَ علم ‏في الأزل أن هذا الشيء كمرض مثلاً ينزل بِفلان وشاء الله أن ينزل ‏‏بفلان، ثم قال إن دعوتُ هذه الليلة بهذه الدعوة أو تصدّقت بصدقة ‏يتغير الأمر، اعتقد أن الله يغيّر مشيئته وعلمَه، هذا الاعتقاد كفر ‏لأن ‏الذي تتغير صفته هو ذاتُه حادث، والله تبارك وتعالى يستحيل ‏أن يكون حادثًا متغيّراً، بل كلُّ صفة من صفاته لا تقبل التغيّر، علمُه ‏لا يقبل ‏التّغير ومشيئَتُه كذلك لا تَقبَل التّغَيُّر، ليس كمثله شيء ‏سبحانه،