القدر المعلّق
سؤال: ما هو تفسير ما ورد في الحديث “ولا يردّ القدر الا الدعاء” رواه ابن ماجه؟
الجواب: هنا المراد القدر المعلق وليس تقدير الله الأزلي. ليس المقصود هنا صفة الله الذاتية لأن صفات الله تعالى لا تتغيّر. الله يستحيل عليه التغيّر. الله لا يشبه شيئاً.
القضاء المعلّق ويقال كذلك القدر المعلّق هو ما كُتب في صحف الملائكة أن فلاناً إن وَصَلَ رحِمَه أو بَـرَّ والديه يكون عمرُه مائة سنة، وإن لم يفعل ذلك يكون عمرُه ستّين سنة/، أو أنه إن وصَلَ رحِمَه يكونُ رِزقُه واسعًا وإلا يكون ضيّقًا/، أو إن دعا بأن يُصرَفَ عنه كذا أو بأن يُرزَقَ كذا يحصُل له ذلك الشيء، وأنه إن لم يدع الله فإنه لا يحصل له ذلك.
فإن حصلت في ذلك العبد تلك الصفة حصل له ذلك الأمر، وإن لم تحصل له تلك الصفة لا يحصل له ذلك الأمر. لكنّ الله تبارك وتعالى عالمٌ بأنه يفعل ذلك الشيء وينال ذلك الأمر، أو بأنه لا يفعل ذلك الشيء ولا ينال ذلك الأمر. علم الله أزلي وكذا مشيئته.
من يعتقد أن اللهَ كان عالماً ومقدّراً أن يصيبَه كذا، ثم بدعائه غيّر الله مشيئته أي إرادته التي هي صفته الذاتية، فهذا معتقد فاسد وكفريٌّ لأن الله تعالى مشيئته أزلية أبدية لا تتغير إنما هو سبحانه يغيّر مخلوقاته كيف يشاء.
قوله تعالى “كلَّ يوم هو في شأن” (سورة الرحمن، الآية 29) معناها أن الله يغيّر الأشياء. هو سبحانه لا يتغير، علمه لا يتغير، تقديره كذلك لا يتغير، إنما هو تعالى يغيّر المحدَثات (بفتح الدال) أي المخلوقات من حال إلى حال.
الذي يعتقد أنّ مشيئة الله وعلمه يتغيّران يكفر، كأن اعتقد أن اللهَ علم في الأزل أن هذا الشيء كمرض مثلاً ينزل بِفلان وشاء الله أن ينزل بفلان، ثم قال إن دعوتُ هذه الليلة بهذه الدعوة أو تصدّقت بصدقة يتغير الأمر، اعتقد أن الله يغيّر مشيئته وعلمَه، هذا الاعتقاد كفر لأن الذي تتغير صفته هو ذاتُه حادث، والله تبارك وتعالى يستحيل أن يكون حادثًا متغيّراً، بل كلُّ صفة من صفاته لا تقبل التغيّر، علمُه لا يقبل التّغير ومشيئَتُه كذلك لا تَقبَل التّغَيُّر، ليس كمثله شيء سبحانه،