أعمال الكفار مردودة عليهم لا يقبلها الله تعالى.
قول الله تعالى: “وَقَدِمنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِن عَمَلٍ فَجَعَلنَاهُ هَبَاءً مَنثُوراً” (الفرقان، 33).
نقل ابن جرير رحمه الله عن مجاهد في قوله تعالى: “وقدمنا” قال: عمدنا. وقوله “فَجَعَلنَاهُ هَبَاءً مَنثُورًا” أي فجعلناه باطلاً لأنهم لم يعملوه لله وإنما عملوه للشيطان.ا.هـ. يريد أن ما يقوم به الكافر من أعمال على مظنة أنها عبادات فإن الله لا يقبلها منه.
قال ابن جرير: والهباء هو الذي يُرى كهيئة الغبار إذا دخل ضوء الشمس من كوّة يحسبه الناظر غبارًا، ليس بشيء تقبض عليه الأيدي ولا تمسه، ولا يُرى ذلك في الظل. وممن فسرها بذلك عكرمة قال: الغبار الذي يكون في الشمس. وقال الحسن: الشعاع في كوّة أحدهم إن ذهب يقبض عليه لم يستطع. وعن مجاهد قال: شعاع الشمس من الكوّة.
وقال آخرون بل هو ما تسفيه الرياح من التراب وتذروه من حطام الأشجار ونحو ذلك، وهو مرويّ عن ابن عباس قال: ما تسفي الريح تَبُثُّهُ. وقال قتادة “هبَاءً مَنثُورًا” هو ما تذروه الريح من حطام هذا الشجر.
والهباء على المعنى الأول أجسام دقيقة لا تُرى إلا في أشعة الشمس المنحصرة في كوّة ونحوها، تلوح كأنها سَابحة في الهواء وهي أدق من الغبار، أي فجعلنا أعمال الكافر كالهباء المنثور، وهو تشبيه لأعماله في عدم انتفاعه بها من حيث الواقع والحقيقة مع كونها موجودة، بالهَباء في عدم استطاعته الإمساك به مع كونه موجوداً، نعوذ بالله من ذلك ونرجوه حسن الخاتمة، آمين