التحذير من مجسمة الحنابلة كابن تيمية وابن قيم الجوزية
طلبة العلم يسألون والإمام الشيخ عبد الله الهرري يجيب ) “٧٤”
سائل يسأل : لِمَاذَا يَسْتَنِدُ أَكْثَرُ الْحَنَابِلَة إِلَى كُتبِ ابنِ تَيْمِيَة كَمَرْجِعٍ مِثل ابْن رَجَب اْلحَنْبَلِي وابْن الْعِمَاد الحنبَلِي وغيرِهِمَا . حَيْثُ يَقُولُ ابْنُ الْعِمَاد الحنبَلِي في شَذَراتِهِ بِأَنَّهُ مُجْتَهِدٌ مُطْلَق هَلْ أَنّهُمْ لَمْ يَطَّلِعُوا عَلَى ضَلاَلاَتِهِ ؟
قَالَ الشَّيْخُ : نَعَمْ لَمْ يَطَّلِعُوا عَلَى بَعْضِهَا وَإِنْ اطَّلعُوا عَلَى بَعْضٍ وَيَكُونُ ذَلِكَ الْبَعْض مِمَّا هُوَ مُعْتَقَدُهُمْ، لأَنَّ الْحَنَابِلَةَ ابْتُلُوا بِالتَّجْسِيم، بِإثْبَاتِ الْحَيِـّزِ للَّهِ إِلاَّ فُضَلاَؤُهُمْ كابْنِ الْجَوْزِي وَأَبِي الْوفَاءَ ابْنِ عَقِيل وَاَبي الْحَسَن التَّمِيمي، وَأَبِي الْفَضْل التَّمِيمي، هَؤُلاَءِ سَالِمُونَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ كَذَلِكَ أَمَّا كَثِيرٌ مِنَ الْحَنَابِلَةِ الذين قَبْلَ ابْنِ تَيْمِيَةَ وَالَّذِينَ بَعْدَهُ مَفْتُونُونَ . يُوَافِقُونَهُ، وعَقِيدَتُهُمْ عَقِيدَتُهُ بِالنِـّسْبَةِ لإِثْبَاتِ الْجِهَةِ لِلَّهِ، هَؤُلاَءِ لاَ عِبْرَةَ بِثَنَائِهِمْ عَلَيْهِ،لاَ عِبْرَةَ بِمَدْحِهِمْ لَهُ .
يقول السائل : ابْنُ رَجَب الحنبلي مِمَّن ؟
قال الشيخ : ابْنُ رَجَب لَعَلَّهُ يُوَافِقُهُ في التَّشْبِيهِ أَمَّا في مَسْأَلَةِ الطَّلاَق فقد خَالَفَهُ . كَذَلِكَ بَعْضُ الشَّافِعِيَّة فُتِنُوا بِمَا فُتِنَ بِهِ ابْنُ تَيْمِيَة . هَذَا ابْنُ كَثِير صَاحِبُ التَّفْسِير كَانَ يُوَافِقُ ابْنَ تَيْمِيَة في مَسْأَلَةِ الطَّلاَقِ، حَتَّى إِنَّهُ أَخَذَتْهُ الْحُكُومَةُ وَعَذَّبَتْهُ، كَمَا عَذَّبَتْ ابْنَ قَيِـّم الْجَوْزِيَّة لأَجْلِ اتِـّبَاع ابْنِ تَيْمِيَة في مَسَائِلَ الطَّلاَق . هَذَا ابْن قَيِـّم الْجَوْزِيَّة ذَهَبَ إِلَى الْخَلِيلِ بَلَدِ الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلاَم، فَقَالَ هُنَاكَ عَلَى الْمِنْبَرِ مَقَالَهُ شَاذَّة مِمَّا أَخَذَهُ مِن ابْنِ تَيْمِيَة، فرَّ إِلَى قَاضٍ حَنْبَلِـّيٍ، اعتبروه مُرْتَدًّا .ثم لَمَّا طَلَبُوهُ قَال : أَنَا أَسْلَمْتُ عَلَى يَدِ قَاضٍ حَنْبَلِي فُلاَن، وَابْن كَثِير نَالَ قِسْطًا مِنَ الْعُقُوبَةِ بِسَبَبِ اتِـّبَاعِهِ لاِبْنِ تَيْمِيَة في جَعْلِ الطَّلاَقِ الثَّلاَثِ بِلَفْظٍ
واحِدٍ : ” لا شَىء “، وَمَرَّةً قَالَ : يُعْتَبَرُ طَلاَقًا وَاحِدًا، لاَ يُعْتَبَرُ ثَلاَثًا .
وأمّا ابْنُ كَثِير فَهُوَ يُخَالِفُ ابْنَ تَيْمِيَة في التوسل بِرَسُولِ اللَّهِ بَعْدَ مَوْتِهِ، ضِد ابْنِ تَيْمِيَة، لكِنَّهُ في مَسَائِلِ الطَّلاَق وَافَقَهُ، وَيُمْكِن أَنْ يَكُونَ مِثلَهُ في مَسْأَلَةِ التَّجْسِيم، لَيْسَ بَعِيدًا مِنَ التَّجْسِيم .