نفي الصوت عن الله
طلبة العلم يسألون والإمام الشيخ عبد الله الهرري يجيب ) “٧٥”
يقول السائل : مَا رَأْيُكُمْ في كِتَاب : ” لَمْعَةُ إالاعْتِقَاد لابْن قُدَامَة الْمَقْدِسي حَيْثُ يَقُولُ بالصَّوْتِ في كَلاَمِ اللَّهِ وَلكِنْ لاَ يُشْبِهُ كَلاَمَ الْمَخْلُوقين مُسْتَنِدًا في ذَلِكَ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : ” إذَا تَكَلَّمَ اللَّهُ بِالْوَحْيِ سَمِعَ صَوْتَهُ أَهْلُ
السَّمَاءِ ” رَوَى ذَلِكَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم .
اجاب الشيخ : هَذَا الْحَدِيثِ لَمْ يَأْتِ بِلَفْظِ : ” سَمِعَ صَوْتَهُ ” مَا وَرَدَ . في الْبُخَارِيِّ وَغَيْرِهِ مَا وَرَدَ بِلفْظِ ” صَوْتَهُ ” مَا وَرَدَ . أَمَّا هُوَ ابْنُ قُدَامَه مَحَلُّ شَكّ بِالنِـّسْبَةِ لِلْعَقِيدَة مَحَلُّ شَكّ . قُلْتُ لَكُمْ إِنَّ الْحَنَابِلَة كَثِيرٌ مِنْهُم فُتِنُوا بِالتَّجْسِيم، بِاعْتِقَادِ أَنَّ اللَّهَ مُتَحَيِـّزٌ في جِهَةٍ إلاَ فُضَلاَؤُهُمْ . في الاعْتِقَادِ هَلْكَى، لَمْ يَتْبَعُوا إِمَامَهُمْ . إِمَامُهُمْ هُرُوبًا مِن اعْتِقَادِ الْحَيِـزِ في اللَّهِ وَالْحَرَكَةِ وَالسُّكُونِ أَوَّلَ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى : { وَجَاءَ رَبُّكَ } [سورة الْفَجْر ءاية 22] بِقَوْلِ : جَاءَتْ قُدْرَتُهُ . أي ظهرت ءاثار قدرته.
لَوْ كَانَ يُثْبِتُ لِلَّهِ الْحَرَكَةَ وَالسُّكُون وَالتَّنَقُّلَ لَتَرَكَ الآيَة عَلَى ظاهِرهَا، وَلَمْ يُؤَوِّلْ . لكِنْ تَأْوِيلُهُ هَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لاَ يَعْتَقِدُ في اللَّهِ مَا تَعْتَقِدُهُ هَذِهِ الْفِئَة الضَّالَّة الَّتِي تَنْتَسِبُ إِلَيْهِ، مَعَ مُخَالَفَتِهَا لِلإِمَامِ .
الإِمَامُ أَحْمَدُ رُوِيَ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ : { وَجَاءَ رَبُّكَ } أَيْ أَمْرُ رَبِـّكَ وَرُوِيَ عَنْهُ : جَاءَتْ قُدْرَتُهُ مِنْ حَيْثُ الإِسْنَادُ هَذَا ثَابِتُ : جَاءَتْ قُدرَتُهُ . صَحِيحٌ عَنْهُ .
الْحَاكِمُ قَالَ : أَنْبَأنَا أبُو عَمْرو بْن السَّمَّاك قَالَ حَدَّثَنَا حَنْبَل بْنُ اسْحاق قَالَ : سَمِعْتُ عَمِـّي أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَل يَقُولُ – هَذَا الْمُسْنَد _ أَمَّا تَأْويلُهُ هَذَا : { وَجَاءَ أَمْرُ رَبِـّكَ } مَشْهُورٌ عَنْهُ لكِنْ ليس مسنداً مِثْلَ هَذَا .اهـ
رحم الله من كتبه ومن نشره
أبو الحسن اﻷشعري يقول : ﻻ بد من أن يكون في كل عصر من العلماء من يعلم تأويل ما تشابه من القرآن . {223 من أصول الدين لعبد القاهر التميمي البغدادي{
قال الشاعر علي بن محمد البسامي المتوفى 643 هجرية
وانظر إلى الدنيا بعين مودع
فلقد دنا سفر وحان وداع..