عن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُول اللَّهِ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ “اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنتُم مُسلِمُونَ” (آل عمران، 102) فقَالَ صلى الله عليه وسلم: “لَو أَنَّ قَطرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قُطِرَت فِى دَارِ الدُّنيَا لأَفسَدَت عَلَى أَهلِ الدُّنيَا مَعَايِشَهُم، فَكَيفَ بِمَن يَكُونُ طَعَامَهُ” رواه الترمذي وقال حسن صحيح.
فهذه الآية الكريمة فيها الحضّ على تمام التَّقوى لأنّ في ذلك صلاح لمن اتقى وهو أقوى رسوخاً لإيمانه، والآية خطاب لأصحاب النبيّ ويَسري حكمها إلى جميع من يكون بعدهم .
والآية أصل عظيم من أصول الشريعة. والتَّقوى حاصلها امتثال الأمر واجتناب المنهيّ عنه في الأعمال الظَّاهرة والنّية الباطنة. وحقّ التقوى هو أن لا يكون فيها تقصير، والتَّقوى مقدورة للنَّاس.
وقوله تعالى “ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون” نهي عن أن يموتوا على حالة في الدِّين إلا على حالة الإسلام، فالنهيُ عن الموت على غير الإسلام يستلزم النَّهيَ عن مفارقة الإسلام في سائر أحيان الحياة، وتظهر بذلك أهمية تعلم علم الدين من الثقة العارف وليس من كل من يظهر في التلفزيون أو في الإنترنت، إلا من ثبت أنه ثقة عارف أخذ عن ثقة عارف إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام. الآن صار التلفزيون مرتعاً للفاسدين والجهلة، حتى المتصوفة الذين يطلعون في التلفزيون، بعضهم يخلطون كلامهم منه صحيح ثم تجد كلاماً فاسداً والعياذ بالله. ليس كل إنسان سالماً إلا من اتقى الله حقّ تقاته، هذا الذي يضمن السلامة عند الله. فليضع العاقل هذه الآية بين عينيه. ليست العبرة عند الله بالشهرة ومدح الناس. العبرة عند الله بالتقوى ومخالفة النفس وترك الظلم نعوذ بالله من ذلك فإن الظلم ظلماتٌ يوم القيامة.