قَالَ صلى الله عليه ‏وسلم: “لَو أَنَّ قَطرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قُطِرَت فِى دَارِ الدُّنيَا لأَفسَدَت عَلَى أَهلِ الدُّنيَا ‏مَعَايِشَهُم، فَكَيفَ بِمَن يَكُونُ طَعَامَهُ” رواه الترمذي وقال حسن صحيح.‏

Miscellaneous By Feb 26, 2017


عن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُول اللَّهِ قَرَأَ هَذِهِ الآيَةَ “اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ ‏تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنتُم مُسلِمُونَ” (آل عمران، 102) فقَالَ صلى الله عليه ‏وسلم: “لَو أَنَّ قَطرَةً مِنَ الزَّقُّومِ قُطِرَت فِى دَارِ الدُّنيَا لأَفسَدَت عَلَى أَهلِ الدُّنيَا ‏مَعَايِشَهُم، فَكَيفَ بِمَن يَكُونُ طَعَامَهُ” رواه الترمذي وقال حسن صحيح.‏

فهذه الآية الكريمة فيها الحضّ على تمام التَّقوى لأنّ في ذلك صلاح لمن اتقى ‏وهو أقوى رسوخاً لإيمانه، والآية خطاب لأصحاب النبيّ ويَسري حكمها إلى ‏جميع من يكون بعدهم‎ .

والآية أصل عظيم من أصول الشريعة. والتَّقوى حاصلها امتثال الأمر ‏واجتناب المنهيّ عنه في الأعمال الظَّاهرة والنّية الباطنة. وحقّ التقوى هو أن ‏لا يكون فيها تقصير، والتَّقوى مقدورة للنَّاس. ‏

وقوله تعالى “ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون” نهي عن أن يموتوا على حالة في ‏الدِّين إلا على حالة الإسلام، فالنهيُ عن الموت على غير الإسلام يستلزم ‏النَّهيَ عن مفارقة الإسلام في سائر أحيان الحياة، وتظهر بذلك أهمية تعلم علم ‏الدين من الثقة العارف وليس من كل من يظهر في التلفزيون أو في الإنترنت، ‏إلا من ثبت أنه ثقة عارف أخذ عن ثقة عارف إلى رسول الله عليه الصلاة ‏والسلام. الآن صار التلفزيون مرتعاً للفاسدين والجهلة، حتى المتصوفة الذين ‏يطلعون في التلفزيون، بعضهم يخلطون كلامهم منه صحيح ثم تجد كلاماً ‏فاسداً والعياذ بالله. ليس كل إنسان سالماً إلا من اتقى الله حقّ تقاته، هذا الذي ‏يضمن السلامة عند الله. فليضع العاقل هذه الآية بين عينيه. ليست العبرة عند ‏الله بالشهرة ومدح الناس. العبرة عند الله بالتقوى ومخالفة النفس وترك الظلم ‏نعوذ بالله من ذلك فإن الظلم ظلماتٌ يوم القيامة.‏