إن من ذمّ الحلاج وحكم بأنه زنديق هم أكثر أهل العلم كما قال الحافظ ابن حجر شارح البخاري.
قال أحد أتباع ابن تيمية إن أحد المجاذيب وقف أمامه وقال: أنا الله، فقال أهل الحق له هذا لا عبرة به ولو كان في عقله فإنه يحكم عليه بأنه كافر مرتد عن الإسلام. العبرة إخواني بأهل الصحو من أهل العلم على طريقة أهل السنة والجماعة، لا بالوهابي من أتباع ابن تيمية، ولا بأهل الشطح ممن يدّعون وحدة الوجود أو الحلولية الضالة، ولا بالمجاذيب يغيب عقل أحدهم فيتكلم بما ظاهره الكفر، ولو كان بعقله حكمنا بردّته عن الإسلام كما قال الشيخ عبد الوهاب الشعراني وهو من مشاهير صوفية القرن العاشر.
الحلاج تكلم فيه الإمام أحمد الرفاعي صاحب كرامة تقبيل اليد الشريفة، والرفاعي مجمع على جلالته وتقواه وأنه لم يأت بعده مثله رضي الله عنه وكان فقيهاً محدّثاً إماماً في العلوم، ذمّ الحلاج وطعن فيه ونفى أن يكون من أهل الله.
الحلاج لم يترك كتاباً في العلم ولا له رواية في الحديث الشريف ولا هو ألف مؤلفاً في علم التوحيد، له فقط كلمات وشطحات من قاله وهو في عقله فهو بلا شك زنديق.
أما أن يكون بعقله فيُحكم بكفره فهذا قول أكثر أهل العلم، أما أن يكون غائباً وحكمه حكم المجانين فهذا قول بعض أهل العلم ولكن أكثر الصوفية نفوه وأبوا أن يكون منهم، وهذا ما قاله مؤرخ الصوفية أبو عبد الرحمن السلمي الذي توفي بعد الحلاج بـ103 سنوات وهو أعرف به، قال في طبقات الصوفية: المشايخ في أمره مختلفون. ردّه أكثر المشايخ ونفوه وأبوا أن يكون له قدم في التصوف.انتهى، وقال ابن خلكان في وفيات الاعيان: وأفتى أكثر علماء عصره بإباحة دمه، وقال إن القضاة والفقهاء في عهد الخليفة المقتدر العباسي أفتوا بحلّ بقتله، أي لما صدر منه من كلام فيه ضلال وفساد، وقال في موضع آخر: وأفتى العلماء بإباحة دمه. هذا من جملة كلام ابن خلكان وقبله السلمي، وقبله الرفاعي رضي الله عنه.
لا يصلح الاعتذار عن كلام الحلاج بكلام مجذوب يقول عن نفسه أنا الله، نعوذ بالله، هؤلاء يُمنعون من مخالطة الناس لئلا يحصل بسببهم فساد، المجذوب حكمه حكم المجنون، المجذوب في حال غياب عقله ليس قدوة شرعية إن تكلم بكلام فاسد يجب نهيه وتحذير الناس من كلامه لئلا يقتدي به بعض الجهال فيضلون نسأل الله السلامة.
بعض الجهال يظنون ان الانتساب إلى الطريقة الصوفية ضمان من جهنم مهما فعلوا. أي جهل هذا!!
هذا الحلاج من شعره قوله عن الله وعن نفسه: حتى ظننت كأنك أني.. معناه يدّعي أنه هو الله، لعنة الله على قائل ذلك، هذا خبيث نجس، هذه هي الحقيقة، أما أن يكون غائباً حكمه حكم المجنون، فأي فساد وجهل في الاقتداء بالمجانين نعوذ بالله.