سؤال: ما قول أهل السنة في حديث “إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله”.
الجواب: هذا الحديث الوهابية حرفوا معناه عن الوجه الصحيح. الحديث معناه الأولى بأن تسأل هو الله، والأولى بأن تستعين به هو الله، وليس معناه لا تسألوا غير الله، إن سألتم غير الله كفرتم أشركتم. ليس معناه لا تستعينوا بغير الله فإن استعنتم بغير الله أشركتم. هم يُحرّفون معناه. هل قال الحديث لا تسألوا غيرَ الله؟ لا لم يقل. هذا الحديث هل يُعطي هذا المعنى: لا تسألوا غير الله، لا تستعينوا بغير الله؟ لا يعطي، إنما يُعطي أن الأولى بأن يُسأل هو الله وأن الأولى بأن يُستعان به هو الله. هذا معنى هذا الحديث .
أما الوهابية فقد حمّلوه ما ليس من معناه، وهكذا يحمّلون الآيات ما ليس من معناها، آية: {قالوا ما نعبدهم إلا ليُقرّبونا إلى الله زُلفى} [الزمر/3] هذه في الكفار، الوهابية جعلوها على المتوسلين بالنبي. هؤلاء الوهابية ما عرفوا معنى العبادة هذا الذي أهلكهم. ليست العبادة مجرد الطلب من غير الله، وليست العبادة مجرد الاستعانة بغير الله، وليست العبادة مجرد النداء كما زعم هؤلاء الوهابية. عندهم إذا قلت يا أبا بكر الصديق، يا عمر بن الخطاب، أنت مشرك. ضرّهم أنهم لم يفهموا معنى العبادة في لغة العرب. علماء اللغة قالوا: معنى العبادة في لغة العرب الطاعةُ مع الخضوع، هكذا في كتب اللغة الطاعة مع الخضوع، ليس مجرد الطلب من غير الله، ليس مجرد أن تطلب من غير الله شيئاً عبادةً لذلك المخلوق. وكذلك ليس مجرد الاستغاثة بمخلوقٍ عبادةً له.
وهم يفترون على الرسول يُورِدون حديثاً ضعيف الإسناد أن أبا بكرٍ الصديق قال ذات يوم: قوموا بنا نستغيثُ برسول الله من هذا المنافق، فقال رسول الله: إنه لا يُستغاث بي إنما يُستغاث بالله عز وجل. هذا الحديث ضعيف باتفاق المحدثين. يُحمّلون هذا الحديث كأنه هو الحُجة العُظمى بتكفير المستغيث بالرسول، وهكذا كل أمورهم منقوضة في الحقيقة عند أهل التمييز منقوضة.
إن تطلب تسأل الله، وإن تستعن تستعن بالله، هذا الأولى والأفضل. لكن ليس هناك من حرجٍ من بأسٍ إذا سألت غيرَ الله، إذا استعنتَ بغير الله لا حرج. أليس في القرآن: “واستعينوا بالصبر والصلاة”.
أهل السنة قالوا: لو عاش الإنسانُ عمرَه ولم يتوسل ويستعن بالرسول ما عليه ذنبٌ، لم يقل قط: اللهم إني أسألك برسول الله أن تقضي لي حاجاتي وتَفُك كرباتي، لو عاش كل عمره لم يتوسل قط ما عليه شىءٌ.
حديث “إن الشمسَ تدنو من رؤوس الناس يوم القيامة فإذا بهم استغاثوا بآدم” هذا في البخاري، يتركون هذا الحديث الصحيح ويذهبون إلى حديث لا صحة له.
وهذا في باب الصلاة، ذاك الحديث الذي ليس له إسنادٌ صحيح يتعلقون به وهو مخالفٌ لهذا الحديث الصحيح الذي في البخاري.