فائدة في فضل صوم يوم عرفة، ويجوز صيامه بنية من النهار قبل الزوال لمن لم ينو ليلاً قبل الفجر.
عَن أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ”. قَالَ التِّرمذي: حَدِيثٌ حَسَنٌ وَقْدِ اسْتَحَبَّ أَهْلُ الْعِلْمِ صِيَامَ يَوْمِ عَرَفَةَ إِلا بِعَرَفَةَ، أي لمن كان من الحجاج بعرفة فلا يصومه. وقَوْلهُ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ” قَالَ النَّوَوِيُّ: قَالُوا الْمُرَادُ بِالذُّنُوبِ الصَّغَائِرُ، وَإِنْ لَمْ تَكُنِ الصَّغَائِرُ يُرْجَى تَخْفِيفُ الْكَبَائِرِ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُفِعَتِ الدَّرَجَاتُ. وَنقل القَاري فِي الْمِرقَاةِ عن إِمَامُ الْحَرَمَيْنِ أن الْمُقصود بالحديث هو الذنوب الصَّغَائِرُ، وَقَالَهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ. فَإِنْ قِيلَ: كَيْفَ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ مَعَ أَنَّهُ لَيْسَ لِلرَّجُلِ ذَنْبٌ فِي تِلْكَ السَّنَةِ، قِيلَ: مَعْنَاهُ أَنْ يَحْفَظَهُ اللهُ تَعَالَى مِنَ الذُّنُوبِ فِيهَا، وَقِيلَ أَنْ يُعْطِيَهُ مِنَ الرَّحْمَةِ الثَّوَابَ قَدْرًا يَكُونُ كَكَفَّارَةِ السَّنَةِ الْمَاضِيَةِ وَالسَّنَةِ الْقَابِلَةِ إِذَا جَاءَتْ وَاتَّفَقَتْ لَهُ ذُنُوبٌ. وهذا دليل على عظيم رحمة الله، نسأل الله العتق من النار.