سؤال: ما معنى “إن الذين يؤذون الله ورسوله”.. الآية، مع العلم بأن الله منزه عن ان يتأذى حسب ما هو متعارف عليه بين البشر لتنزه الله عن صفات المخلوقات.
الجواب: قال النسفي ما نصه: “إن الذين يؤذون الله ورسوله” أي يُؤذُون رسول الله، وذَكَرَ اسمَ الله للتشريف، أي عبَّر بإيذاء الله ورسوله عن فعْلِ ما لا يَرضى به اللهُ ورسولُهُ، كالكفر وإنكار النبوة مجازًا، وإنما جُعِلَ مجازا فيهما، وحقيقةُ الإيذاء يُتَصَوَّرُ في رسول الله لئلا يجتمعَ المجاز والحقيقة في لفظ واحد. ا.هـ. قال شيخنا رحمه الله: لأن الله في الحقيقة لا ينالُه أذًى لأنه يستحيل أن يحصلَ له ضررٌ من غيره كما يستحيل عليه الانتفاع بغيره. ا.هـ. والشافعي أجاز اجتماع المجاز والحقيقة في لفظ واحد.
وقال القرطبي في تفسير قوله تعالى: “إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا” (الأحزاب، 57): “اختلف العلماء في أذية الله بماذا تكون. فقال الجمهور من العلماء: معناه بالكفر ونسبة الصاحبة والولد والشريك إليه، ووصفه بما لا يليق به (كالجهة والمكان والجلوس على العرش، وكل هذا كفر لأن الله موجود بلا كيف ولا مكان)، كقول اليهود “يد الله مغلولة”، والنصارى (قالوا): “المسيح ابن الله”. والمشركون (قالوا): “الملائكة بنات الله والأصنام شركاؤه” (نعوذ بالله)، وقالت فرقة: ذلك على حذف مضاف، تقديره: يؤذون أولياء الله. وأما أذية رسوله صلى الله عليه وسلم فهي كل ما يؤذيه من الأقوال في غير معنى واحد، ومن الأفعال أيضاً؛ أما قولهم فساحر، شاعر، كاهن، مجنون؛ وأما فعلهم فكسر رباعيته وشج وجهه يوم أحد.. إلى غير ذلك”. ا.هـ