العجب أنك ترى ‏الآن كثيراً من الناس يتناقلون في الواتس أب دروساً دينية ومنها غير الصحيح بل ولفئات ضالة، أو غير ذلك ‏من الأخبار المضلّلة ينشرونها خبط عشواء بطريقة القص واللصق حتى من غير قراءة لما ينشرونه،

Miscellaneous By Feb 09, 2017


ليُعلم أن الإنسان مسؤول عما يكتب أو ينشر كما أنه مسؤول عما يقول بلسانه. والعجب أنك ترى ‏الآن كثيراً من الناس يتناقلون في الواتس أب دروساً دينية ومنها غير الصحيح بل ولفئات ضالة، أو غير ذلك ‏من الأخبار المضلّلة ينشرونها خبط عشواء بطريقة القص واللصق حتى من غير قراءة لما ينشرونه، وهذا ‏عجيب خصوصاً من بعض المتعلمين لعلوم الشريعة من الذين همّهم السبق وجمع أكبر عدد من المتابعين من ‏غير مراعاة حكم الشريعة. وهناك خصوصاً بين ما يتناقله كثيرون مما يُنتقد بشدة، أخبار كاسدة فاسدة لا ‏أصل لها وكأنهم نسوا أنهم أناس عقلاء سيحاسبهم الله عما يقومون بنشره في هذه الوسيلة من واتس أب ‏وفايس وتلغرام صارت بالنسبة للكثيرين مرتعاً للفساد ونشر الغرائب من الأخبار والخرافات يظنون لجهلهم ‏أنها تجعلهم منظورين لدى الناس. وللأسف فكثيراً ما لا تقتصر تلك الغرائب على أخبار شم السمك للسكارى ‏وغير ذلك من العجائب التي ليس لها أي أصل صحيح، بل تتجاوز ذلك إلى مسائل دينية غير مضبوطة ‏ينشرها بعض الجهال مثل حديث معروف بحديث الإبرة عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، أو حديث ‏يقال له حديث ثعلبة وهو مكذوب أيضاً، وأحاديث مكذوبة خبيثة أخرى، ناهيك عن الأخطاء في تشكيل ‏الكلمات وكتابتها بما يؤدي إلى تحريف معانيها وإعطائها معنى غير المعنى الشرعي الذي وضعت له، وإن ‏تكن تلك الكلمات أحياناً صحيحة من حيث الأصل، فليتنبه العاقل لما ينشره فإنه محاسب مسؤول عن ذلك يوم ‏القيامة. تنبيه مهم ثان: العلم الديني لا يؤخذ إلا من ثقة عارف بالشريعة، فتنبهوا، وليس بمجرّد الشهرة أو ‏كثرة النشر أو الاجتهاد في المسارعة في بث المعلومات ويغطي نفسه ببعض الشعارات مع الجهل في ‏الشريعة، هذا لا يؤخذ منه العلم لأنه يكون خطراً على نفسه وعلى غيره.