هذا حوار متصوّر بين مسلم سني ووهابي ضال:
سئل وهابي ضال: من الذي يهب الأولاد؟.. قال (وقوله صحيح): الله هو الذي يخلقهم ويهب من يشاء الذكور ومن يشاء الإناث.. فقيل له: فماذا تقول في قوله تعالى عن جبريل قال لمريم: “قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا”؟. قال الوهابي (وقوله صحيح): هذا سبب ولأنه هو الذي بشرها بذلك.
ثم سئل: من يهدي إلى حق؟.. قال (وقوله صحيح): الله هو الذي يخلق الاهتداء في قلوب العباد.. قيل فماذا تقول في قوله تعالى عن محمد عليه الصلاة والسلام: “وَإِنَّكَ لَتَهدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُستَقِيمٍ”؟ قال (وقوله صحيح): النبيّ سبب للهداية والدلالة على الصراط المستقيم.
ثم سئل: من يرزق الناس؟ قال (وقوله صحيح): الله هو الرازق.. قيل له فماذا تقول في قوله تعالى: “وَإِذَا حَضَرَ الْقِسمَةَ أُولُو الْقُربَىٰ وَاليَتَامَىٰ وَالمَسَاكِينُ فَارزُقُوهُمْ مِنهُ”؟ قال (وقوله صحيح): هذا معناه سبب للرزق والعطاء.
ثم سئل: من الذي يخلق؟.. قال (وهو صحيح): الله وحده هو الذي يخلق بمعنى الإبراز من العدم إلى الوجود… قيل فماذا تقول في قوله تعالى عن عيسى: “انِّي أَخلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيئَةِ الطَّيرِ”؟ قال (وكلامه صحيح): هنا المراد التصوير لا بمعنى الإبراز من العدم إلى الوجود.
ثم سئل: من الذي يتوفى الأنفس حين موتها؟ قال (وكلامه صحيح): الله تعالى.. قيل له: فماذا تقول في قوله تعالى: “قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوتِ”؟ قال (وكلامه صحيح): أضيف إلى ملك الموت لأن معناه أن عزرائيل يقبض الروح بأمر الله.
ثم سئل: من الذي يعين الخلق على قضاء أمورهم وييسرها لهم؟.. قال (وكلامه صحيح): الله.. قيل له: فماذا تقول في قوله تعالى: “وَاستَعِينُوا بِالصَّبرِ وَالصَّلَاةِ”؟ قال: هنا المراد أن الصبر والصلاة سبب لحصول المراد وتيسير الأمور.
ثم سئل: من الذي يغيث الخلق في نوائبهم ومصائبهم؟.. قال: الله تعالى، قيل له: فماذا تقول في حديث رسول الله الذي رواه البخاري وغيره: “تدنو الشمس من رؤوس الناس يوم القيامة فبينما هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد صلى الله عليه وسلم”؟ قال (وكلامه صحيح): النبيّ سبب لتفريج الكربات ذلك اليوم العظيم.
فقال السنيّ للوهابي: إن كنت تعرف أن تلك المعاني تأتي بمعنى السبب وأن منها ما له معنى لغوي وشرعي صحيح وأنها ليست شركاً ولا كفراً، فلماذا إذن تكفر المسلمين ليل نهار وترميهم بالشرك والعياذ بالله لمجرد أنهم يتوسلون برسول الله أو يستغيثون به وهو صلى الله عليه وسلم علم الناس التوسل به والصحابة توسلوا به في حياته وبعد وفاته وعلى ذلك الأمة الإسلامية وأنت تسعى في تفريقها وشق وحدتها وتكفيرها، ألست تشهد على نفسك بالنفاق وتضليل المسلمين بغير حق نعوذ بالله تعالى.