المصائب قِسمان مصائبُ في الدنيا ومصائبُ في الدين، والمصائب في الدنيا إذا صَبَرَ المسلم يكون له أجر، فلا ينبغي للمسلم أو للمسلمة أن يفزع إلى طبيب لغير سبب شرعي بل ينبغي للمسلم والمسلمة أن يكون فزَعُهما إلى الله تعالى.
ولو ذهب الى الطبيب للتداوي فلا بأس، لم نقل ان ذلك لا يجوز، ولكن الصبر أحياناً احسن، ولو ذهب فلا بأس لكن لا يكشف الرجل ولا المرأة عورتهما عند الطبيب بلا عذر شرعي صحيح. لو كان هناك ضرر يذهب للطبيب ليتداوى.
وقد صحَّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا حَزَبه أمْرٌ فَزِعَ إلى الصّلاةِ، أي عندما تصيبُه مصيبة يَفْزَعُ إلى الصلاة أي يتطوعُ لله تبارك وتعالى فينبغي للمسلم والمسلمة أن يَفْزَعوا إلى اللهِ تبارك وتعالى إذا كَرَبَهُم أمرٌ أي إذا أصابتهم شِدّةٌ ومصيبة، لا ينبغي أن يُسرِعوا إلى الأطباءِ من غير ضرورةٍ.
كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا حَزَبه أمْرٌ فَزِعَ إلى الصلاة أي يصلي تطوّعاً لله تبارك وتعالى ليَكْشِف الكَرْبَ عنه.
فالمطلوبُ منّا أن نقتديَ برسول الله صلى الله عليه وسلم لا أن نطاوِعَ أهْواءَنا، أهواءُ النّفس من اتّبَعها تؤخِرّهُ عن التّرقي في الايمان ولا يكون الانسانُ كاملاً في دين الله الرجال والنساء لا يحصل لهم الكمالُ في الدين إلا بمخالفة الهَوى أي ما تميل إليه النّفس،
لذلك قال بعض الصالحين
فمن رام العُلَى مِنْ غَيْر كَدٍّ أضَاعَ العمرَ في طلَبِ المُحَالِ.. معناه أنه لا بُدّ من مُكَابَدَةِ المَشَقّاتِ ومخالَفَةِ الهَوَى لمن أرَادَ الكَمَال في الدّرجاتِ عندَ الله تعالى.
اللهم علمنا ما جهلنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما واجعلنا من العاملين بهدي نبيك صلى الله عليه وسلم