أفضل العلوم علم الدين، وأفضل علوم الدين هو علم التوحيد الذي هو أصل الدين ولذلك سماه الإمام أبو حنيفة الفقه الأكبر.
روى البخاري وابن الجارود والبيهقي بالاسناد الصحيح أن رسول الله ﷺ قال: “كان الله ولم يكن شىء غيره”.
⬅ ومعناه أن الله كان موجودًا في الأزل قبل كل شىء، قبل الزمان والمكان، ليس معه غيرُهُ، لا ماءٌ ولا هواءٌ، ولا أرضٌ ولا سماءٌ، ولا كرسيٌّ ولا عرش، ولا إنسٌ ولا جنٌّ ولا ملائكةٌ.
فهو تعالى موجودٌ قبل المكان بلا مكان، وهو الذي خلق المكان فليس بحاجة إليه
فهذه الفائدة النفيسة مما يُستفاد من هذا الحديث المذكور.
وقال الإمام البيهقيُّ في كتابه “الأسماء والصفات” ما نصه: “استدل بعض أصحابنا (من أئمة أهل السنة) في نفي المكان عنه (تعالى) بقول النبي ﷺ «أنت الظاهرُ فليس فوقكَ شىءٌ وأنت الباطنُ فليس دونكَ شيء»، وإذا لم يكنْ فوقَهُ شىءٌ ولا دونَهُ شىءٌ لم يكنْ في مكان”اهـ. فهذا الحديثُ فيه الردُّ على القائلينَ بالجهة والكيفيةِ في حقهِ تعالى.
ومعنى الظاهر في أسماء الله هو الذي كلّ شىء يدلّ على وجوده، والباطن الذي احتجب عن الأوهام فلا تدركه، فالله ظاهر بآياته باطن بذاته لأنه ليس كمثله شىء، ليس جسماً وليس ذا كيفية ولا صورة، وهذا الذي يجب على كل مسلم اعتقاده كما قال الإمام الخطابي.
وَقال سيدنا عليٌّ رضي الله عنهُ:
كانَ الله ولا مكان، وهو الآن على ما عليه كانَذكره الإمام الكبير أبو منصورٍ البغداديُّ في كتابه الفرق بين الفرق.
قال الغزالي: لا تصح العبادة إلا بعد معرفة المعبود، أي بأنه سبحانه موجود بلا كيف ولا مكان كما قال الإمام الرفاعي رضي الله عنه.
انشروها لتعلّموا غيركم علم أهل السنة.