إن اﻻحتفال بمولد خاتم الأنبياء محمد صلى الله عليه وسلم سنة حسنة لأن فيه اجتماعاً على الخير والبركة بذكره وبالصلاة والسلام عليه على ما أمر الله تعالى في كتابه الكريم.
ثم إن القرآن الكريم فيه دﻻلة واضحة على جواز الفرح بولادته صلى الله عليه وسلم لأن الله تعالى أرسله رحمة للعالمين، فالله تعالى قال في محكم التنزيل: “قُل بِفَضلِ اللَّهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَليَفرَحُوا” (يونس، 58)، وقال كذلك: “فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُم اللَّهُ مِن فَضلِهِ” (آل عمران، 170)، والمؤمن من صفته أنه يفرح بمولد البشير النذير لأن ذلك من فضل الله تعالى، فهذا يكون من الفرح المحمود.
المؤمن مُقرّ بأن بعثة النبيّ فضل ورحمة من الله تعالى، والآية الكريمة تنص على الفرح برحمة الله، والنبيّ صحّ وثبت أنه رحمة من الله أرسله للعالمين، والدليل على ذلك قوله تعالى: “وَمَا أَرسَلنَاكَ إِلا رَحمَةً لِلعَالَمِينَ” (الأنبياء، 107).
فبعد هذا كله كيف يقال بأن إظهار الفرح والازدياد في الطاعة واﻻحتفال بالمولد الشريف بدعة من المحرمات!! فليُحذر من تحريم اﻻحتفال بمولد النبيّ الكريم، فإن كلام المبتدعة الذين يحرمون ذلك فاسد لا دليل عليه. وليس من الأدلة الشرعية كون النبي والصحابة لم يفعلوا ذلك. ليس موجوداً في كتب العلم أن ما لم يفعله النبي والصحابة فهو حرام. والعلماء ألّفوا في المولد، والذين يحرّمون ذلك ليس فيهم ربع عالم ولا عشر فقيه أو محدث، فمن أين يُعتبر قولهم في تحريم أو تحليل؟ كلامهم لا وزن له.
”لا يشكر الله من لا يشكر الناس” حديث شريف رواه ابن حبان