ليسَ مَعنى حسن الخلق أن الانسان يُسَايِرُ النَّاسَ في كُلِّ ما يَعمَلُونَه ولو كان باطلاً، إنِّما معناهُ في عَمَلِ الخَير لا يَبخَلُ عنهُم

Miscellaneous By Jan 22, 2017

 

الرسول صلى الله عليه وسلم أوصى بحسن الخُلق. حسنُ الخُلُق ليس فقط أن يلقى الشّخصُ النَّاسَ بوَجهٍ بَشُوشٍ. حسنُ الخُلقِ أمرٌ عظِيمٌ وهوَ أن يَبذُلَ الانسانُ مَعروفَه للنَّاس، أي يَعمَلَ الاحسانَ مع النَّاس، للّٙذي يَعرفُ له وللَّذي لا يَعرفُ له، أي للَّذي يُقَدِّرُ له وللذي لا يُقَدِّرُ لهُ، هو يَعمَلُ مَعرُوفَه مع هذَا ومع هَذَا ومع هذَا. حتى مع غير المسلم يكون محسناً.

ليسَ مَعنى حسن الخلق أن الانسان يُسَايِرُ النَّاسَ في كُلِّ ما يَعمَلُونَه ولو كان باطلاً، إنِّما معناهُ في عَمَلِ الخَير لا يَبخَلُ عنهُم، بما يَستَطِيعُ يَعمَلُ مَعهم المعروفَ، لا يَبخَلُ ولا يَجعَلُ مَعروفَهُ لمن يَعرِف لهُ ويُعامِله بالمثل فقط، بل من حسن الخلق أن يَعمَلُ المعروفَ مَع مَن يَعرفُ لهُ ويُعَامِلُه بالمثلِ ولمن لا يُعامِلُه بالمثل، للجَميع يَعمَلُ المعروف.

ثم فَوقَ هذَا يكُفُّ الانسان أذاهُ عن غَيرِه، لا يؤذي النَّاس، لا يَظلِمُهم، يَكُفُّ وإن اشتَهَت نَفسُه ذلك أحياناً. الإنسَانُ أحيانًا نَفسُه تَشتَهِي أنْ تَنتَقِمَ مِنَ النَّاس انتِقَامًا ظَاهرًا، فهذا الذي يُحَسِّنُ خُلُقَه يَكُفُّ نَفسَهُ عن أذَى النَّاس ويَعفُو عمَّن ظلَمَه، يكون له خير كبير. لا يقابل الظلم بالظلم، بل يقابل الظلم بالإحسان. هذه مرتبة عالية. الاحسان الى الزوجة والأولاد وإحسان الولد إلى أبويه والأخ إلى إخوته والجار إلى جاره وشبه ذلك، كل ذلك خير كبير ورفعة عند الله. ربّ اجعل كاتبها وناشرها من المحسنين وأحسن ختامنا ولمن قال ءامين، ءامين، وكتبه الشيخ عبد الرحمن الرفاعي سدده الله، ءامين، أرجو نشره والدعاء