من المعلوم المشهور بين عوامّ المسلمين فضلاً عن علمائهم أن الله عز وجلّ يغيّر الخلق كيف يشاء وهو سبحانه لا يتغيّر، يقول الناس في مثل سائر بينهم: سبحان الذي يغيّر ولا يتغيّر.
وننبّه الى ان الله تعالى لا تتغيّر مشيئته الأزلية لا بدعاء في نصف شعبان ولا بصدقة ولا بغير ذلك، ولكن يحصل المراد أو لا يحصل على ما يوافق مشيئة الله وعلمه الأزليين.
إرادة الله لا تتغيّر، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.
والقرآن صرّح بأن الله هو من يغيّر أحوال العباد، وفي ذلك تصريح واضح بأن المخلوق هو الذي يتغيّر وليس الخالق لأن التغيّر من علامات الحدَث والمخلوقية وبذلك استدلّ نبيّ الله ابراهيم على مخلوقية الشمس والقمر حين قال: لا أحبّ الآفلين.
وفي ترجمة شخص عرف باسم البدائي يقول السمعاني (ت 562 هـ.) في كتاب الأنساب: البدائي: بفتح الباء الموحدة والدال المهملة وفي آخرها الياء آخر الحروف، هذه النسبة إلى البدائية.. الذين أجازوا البداء على الله عز وجل وزعموا أنه يريد الشيء ثم يبدو له (على زعمهم يغيّر مشيئته)، وأول ظهور هذا القول من جهة المختار بن أبي عبيد الثقفي الذي غلب على الكوفة وأعمالها وقتل قتلة الحسين رضي الله عنه..، وفي إجازة البداء على الله تعالى إجازة الندم عليه، وهذا كفر. انتهى كلام السمعاني وهو متفق عليه عند اهل الاسلام لأن الله وصف نفسه فقال: “ليس كمثله شىء”، وأجمع أهل الإسلام على أن من أجاز اتصاف الله بصفة من صفات البشر أو غيرهم من المخلوقات فهو كافر كما نقل الإمام الطحاوي رحمه الله. وفق الله كاتبه وناشره وختم لنا وللداعي لنا بخير، آمين