يجب التحذير من حزب التحرير لأن عقيدتهم عقيدة المعتزلة، يقولون ان العبد يخلق فعله الاختياري، وهذا ضلال. جعلوا العبد شريكاً لله في الخلق والعياذ بالله ولديهم غير ذلك من الضلالات. هم يشوشون على الناس ببعض التمويهات وليس فيهم عُشر عالم.
ومِما شذُّوا بهِ عنِ الأمةِ قولهُم بأنَّ من يموتُ دون أن يبايعَ خليفة فمِيتَتُهُ مِيتةُ الجاهلية أي عُبَّادِ الأوثانِ، فعلى قولهِم كلُّ مسلمٍ يموتُ منذ أكثرَ من مائةِ سنةٍ مِيتتُهُ مِيتةٌ جاهليةٌ لأنهُ لا يوجدُ خليفةٌ منذُ ذلك الزمن. الخلافة العامة التي تدير شؤون المسلمين كلهم انقطعت منذ زمان طويل، فالمسلمونَ في تركِ نصبِ الخليفةِ اليومَ لهم عذرٌ، أعني الرعايا، الرعايا لا يستطيعونَ اليومَ نَصبَ خليفةٍ فما ذنبُهم وقد قالَ اللهُ تعالى: “لا يُكلفُ اللهُ نفسًا إلا وُسعها” (سورة البقرة، 286). «حزب التحرير» يحرّفون دين الله وينشرون الأباطيل ويثيرون الخلافات التي لا معنى لها. وقد أسس هذا الحزب رجل يسمى تقي الدين النبهاني ادعى الاجتهاد وخاض في الدين بجهل، فوقع في التحريف والتكذيب لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وخرق الإجماع في مسائل من أصول الدين وفروعه.
وهذه العبارات من جملة تحريفهم للكلم عن مواضعه، فإن هذا الحديث رواه مسلم عن ابن عمر بهذا اللفظ «من خلع يدًا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية»، فهم يذكرون منه للناس الجملة الأخيرة فيكررون «من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية» مع إيهامهم أن ذلك لمن لم يتكلم معهم في أمر الخليفة كما هم يتكلمون بألسنتهم.
ومعنى الحديث ليس كما يزعمون إنما المعنى أن من تمرد على الخليفة واستمر على ذلك إلى الممات تكون مِيتَتُهُ ميتة جاهلية، كما يدل على ذلك حديث مسلم عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: «من كره من أميره شيئًا فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبرًا فمات عليه إلا مات ميتة جاهلية».
فقوله: «فمات عليه» صريح في أن الذي يموت ميتة جاهلية هو الذي يأتيه الموت وهو متمرد على السلطان، ويدل عليه أيضًا حديث أبي هريرة أنه عليه الصلاة والسلام قال: «من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية» رواه مسلم.
ويدل على ذلك أيضًا حديث البخاري ومسلم عن حذيفة بن اليمان قال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وصف الدعاة إلى أبواب جهنم: «فالزموا جماعة المسلمين وإمامهم»، قال حذيفة: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: «فاعتزل تلك الفرق كلَّها»، لم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذًا أنتم تموتون ميتة جاهلية.
ثم ما يدّعيه حزب التحرير فيه حرج، فالرعايا المسلمون اليوم عاجزون عن نصب خليفة والله تعالى يقول : “لا يكلِّفُ اللهُ نفسًا إلا وُسعها” [سورة البقرة/286]، فهم ضربوا بحديث البخاري ومسلم عُرض الحائط وتشبثوا بحديث مسلم بغير محله.
فتبين بطلان قولهم وتمويههم، وغرضهم التشويش على المسلمين حتى يتبعوهم ويبايعوا زعيمهم تقي الدين النبهاني الذي ادعى الخلافة وبايعه جماعته على ذلك. فعليكم بعلم الدين علم أهل السنّة الذي توارثه المسلمون جيلا عن جيل أربعة عشر قرناً. ارجو الدعاء لكاتبه وناشره.