فائدة نفيسة في شرح حديث “أظلهم في ظلي” اي ظل العرش، فهي إضافة تشريف.

Arabic Text By Jun 24, 2016


فائدة نفيسة في شرح حديث “أظلهم في ظلي” اي ظل العرش، فهي إضافة تشريف.

روى الحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال الله تعالى: “المتحابون بجلالي أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي”؛ هذا الحديث صحيح رواه كذلك الإمام مالك في الموطأ وفيه الترغيب في التحاب أي في أن يتحاب المسلمون بعضهم بعضاً، وفيه بشارة عظيمة للمتحابين في الله بأنهم يكونون يوم القيامة في ظل العرش، ذلك اليوم لا يوجد ظل إلا ظل الله أي ظل العرش. الله تبارك وتعالى تشريفاً للعرش قال “ظلي” كما قال في الكعبة “بيتي” تشريفاً لها وليس على معنى السكنى فيها والعياذ بالله. وأما الله تبارك وتعالى فذاته ليس كسائر الذوات، ليس جسماً لطيفاً ولا جسماً كثيفاً، هو تعالى خلق الجسم اللطيف وخلق الجسم الكثيف، فتبيّن أن معنى قوله تعالى في هذا الحديث القدسي “ظلي” أي الظل الذي خلقته أنا وشرفته وكرمته لأن العرش لم يُعصَ الله تبارك وتعالى فيه، إنما الملائكة الذين لا يحصي عددهم إلا الله حافون من حول العرش يسبحون بحمد ربهم، ثم العرش هو أعظم المخلوقات من حيث المساحة لم يخلق الله خلقاً أعظم منه دلالة على عظيم قدرته وليس ليجلس عليه والعياذ بالله.

ثم هذا التأويل وارد في رواية للحافظ سعيد بن منصور في سننه وفيها “في ظل عرشه” فذهب الإشكال الذي يتمسك به المجسمة، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.