السؤال: ما حكم الصيام في البلاد حيث يكون النهار طويلاً أو حيث لا تغيب الشمس؟
الجواب: الحق ان الصائم يفطر حين يغيب كامل قرص الشمس وليس قبل ذلك، والدليل قَوْلُهُ تَعالى: “ثُمَّ أَتِمّوا الصِّيامَ إِلى اللَّيلِ” (البَقَرَة، 178). وَعَن سيدنا عُمَرَ بن الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صلّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمْ: “إِذا أَقبَلَ اللَّيلُ مِن هَهُنَا وأَدبَرَ النَّهَارُ مِن هَهُنا وغَرَبَتِ الشَّمسُ فَقَد أَفطَرَ الصَّائِمُ” رَواهُ البُخارِيُّ وَمُسلِمُ.
وَما يَقولُهُ بَعْضُ المُفتَرينَ على دينِ اللهِ من أَنَّ الصَّائِمَ يَسْتَطيعُ أَنْ يٌفطِرَ على حسب تَوْقيتِ مَكَّة المكرمة أو غيرها من البلاد سوى بلده مَع أَنَّ الشَّمْسَ تَغيبُ في بَلَدِهِ ولكن تتأخر عن غيرها من البلاد مثل مناطق في كندا والنروج وشبههما، فَهذا غَيْرُ صَحيحٍ وَهُوَ مُخالِفٌ لشرع اللهِ تعالى.
أما إن لم تغب الشمس في بلده بالمرة في بعض أيام السنة مثل مناطق من شمال كندا، ففي هذه الحال يأخذ بتوقيت أقرب منطقة منه تغيب فيها الشمس وليس على حسب توقيت مكة المكرمة.
أما إن نوى الصيام مثلاً ودخل فيه ولكنه عجز عن إكمال هذا النهار لسبب شرعي، فهنا يفطر ثم يقضي يوماً مكان هذا اليوم. ولو قضاه في أيام الشتاء القصار فلا بأس، ولكن ليس له أن يصوم على حسب توقيت مكة المكرمة فضلاً عن غيرها كتركيا مثلاً.
الافتاء مسؤولية في الدنيا والاخرة، نسأل الله التوفيق واتباع الحق وأهله والوفاة على الإيمان لكاتبها وناشرها، آمين