من أعظم الفساد ضلال المعتزلة في قولهم إن الإنسان يخلُقُ أفعالَهُ

Arabic Text By Jun 23, 2016


ومن أعظم الفساد ضلال المعتزلة في قولهم إن الإنسان يخلُقُ أفعالَهُ خالفوا قولَ اللهِ ‏تعالى: “اللهُ خالِقُ كلِّ شىء” (سورة الزمر/62)، لأن الشئَ يَشملُ الجسمَ وعملَ ‏الجسم، وقولَه تعالى: “هل من خالقٍ غيرُ اللهِ” (سورة فاطر/3). ‏

هذا القول منهم كفر وضلال وفيه أن ما يفعلُه الإنسان بإرادته ليس بقضاء الله وقدَرِه، ‏على زعمهم أن الذي هو بقضاء الله ما يفعله الإنسان بلا إرادة فقط. ‏

أهل الحَقِّ يعتقدون أن أفعالَ العبد كلها خلقٌ لله تعالى وكسبٌ للعباد، فالمعتزلة خالفوا ‏هذا وخرجوا عن الذي هو معتقد أهل السنة والجماعة من الصحابة ومن تبعهم ‏بإحسان. ‏

يقول الإمام أبو جعفر الطحاوي: “أفعال العباد هي خلق الله تعالى وكسبٌ للعباد” وهو ‏مما اتفق عليه أهل السنة والجماعة من الصحابة إلى عصره. ليس يتحدث عن رأيه ‏الخاص بل يتحدث عن معتقد الأمّة من الصحابة ومن تبعهم بإحسان، ليس من شذّ ‏عنهم. والجمهور على ما كانوا عليه الصحابة. في المعتقد أمة محمد إلى يوم القيامة ‏على وتيرةٍ واحدة.‏

جمهور أمة محمد معتقدهم أن الله تعالى هو خالق كلّ شىء من حركات العباد ‏وسكونهم وأجسامهم، وكلُّ جسم وجرم دخل في الوجود فهو بخلق الله.‏

هؤلاء المعتزلة ءال أمرهم إلى تكذيب القرآن، وكذّبوا عدةَ آيات كقوله تعالى: “قل الله ‏خالقُ كلّ شىء” لأنّ الشىء يشمل الحركات والسكنات ويشمَلُ الأجسام، ليس الشىءُ ‏خاصاً بالأجسام، أليس يقول القائل ما عمِلتُ شيئاً؟! العمل الحركة والسّكون شىء، ‏ليس الشىء الجسم فقط. حتى إنّه يُقال لُغَةً وشرعاً نويت شيئاً، يصحُّ لغةً وشرعاً قول ‏نويت شيئاً. إذاً النية شىء وهي من أعمال القلب، فبالأولى أعمالُ الظّواهر الحركات ‏والسّكنات تكون شيئاً. وقوله تعالى: “قل الله خالِقُ كلّ شىء” يشمَلُ الحركات ‏والسّكنات التي هي من العباد، كَسْباً من العباد، وهي خلقٌ لله تعالى. هي من الله ‏تعالى خلقاً وتكويناً. ‏

وأصرح من ذلك قولُه تعالى: “هل من خالقٍ غيرُ الله” ما قال الله تعالى هل من خالق ‏للأجسام غيرُ الله بل قال: “هل من خالق غيرُ الله” شمِل ذلك الحركات والسّكنات ‏والأجسام، فكلُّ ذلك خلق الله تبارك وتعالى فكان الحقُّ مع أهل السنة والجماعة.‏