سيِّدُنا زينُ العابِدينَ كانَ مِن أجملِ الناسِ خِلقَةً ومِن أحسَنِ الناسِ خُلُقًا ومِن أسخَى ‏النَّاس. .أخلاق الأكابر أهل البيت الكرام

Miscellaneous By Jun 23, 2016

أخلاق الأكابر أهل البيت الكرام.

سيِّدُنا زينُ العابِدينَ أفضل أهل البيت في زمانه، هو عليُّ ابنُ ‏سيِّدنا الحُسَين ابن سيدنا الإمام عليّ رضي الله عنهم، وكان يُقالُ ‏لهُ السَّجادُ لكثرة ما يصلّي رضي الله عنه. ‏

كانَ مِن أجملِ الناسِ خِلقَةً ومِن أحسَنِ الناسِ خُلُقًا ومِن أسخَى ‏النَّاس. ‏

النَّاسُ مِن حُسنِ حالِهِ ومَنظرِهِ كانوا يَهابُونَهُ أكثرَ مِنَ الملوكِ. ‏

هذا الإمامُ السَّجاد أهانَهُ شخصٌ في وجهِهِ فَسَكَتَ، ما ردَّ عليهِ، ‏ما انتقَمَ مِنهُ، فَذاكَ لَمَّا وجدَهُ لا يَرُدُّ عليهِ قالَ لهُ: إياكَ أَعني، ‏فقالَ له السجاد: وعَنكَ أُغضِي، معناهُ أنا عَمدًا أسكُتُ عنكَ لا ‏أُعامِلُكَ بالمِثلِ، فذلكَ الرجلُ تراجَعَ في نفسِهِ وندم على ما فَعَلَ ‏قالَ في نفسِهِ أنا عامَلتُهُ بالشَّتم والإهانَةِ وهو ما قابَلَني بِالمِثلِ بَل ‏أَغضَى عَنِّي فَوَبَّخَ نَفسَهُ ولامَهَا. ‏

الله أمر بمحاسن الأخلاق، قال سبحانه: “فَاعفُ عنهم واصفَح ‏إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المحسِنِينَ” (المائدة، 13) فالعفو خُلُق كريم وخصلة ‏جميلة يزيل الله بها الضغائن والأحقاد من القلوب فـترتاح النفس ‏لتتفرغ لما ينفعها لعمل الآخرة، ويطفئ الله بها نار الخصومات ‏ويحيل الله ببركتها الفرقة إلى ائتلاف، والائتلاف مصدر للقوة ‏بين المؤمنين وللأمة، ويزيل البغضاء والعداوة لتتحول إلى ‏مودة والقطيعة إلى صلة وتحابب. ‏

قال تعالى: “فَاصْفَحْ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ” (الحجر، 85)، وحقيقة ‏العفو إعراضك عمن ظلمك وصبرك على من أساء إليك ‏وابتغاءك بذلك وجه الله. والعفو من الاخلاق التي يحبها الله ‏وأيضاً قد يغفر الله سيئات الشخص بسبب عفوه عن أخيه الذي ‏ظلمه، فمن كان قلبه سليماً من الحقد والأذی كان قلبه رقيقاً ‏وأقرب الی التقوی فيسرع إلى مساعدة إخوانه والرفق بهم. وفي ‏حديث النبي صلی الله عليه وسلم: “ارْحَمُوا تُرْحَمُوا وَاغْفِرُوا ‏يَغْفِرِ اللَّهُ لَكُمْ” رواه احمد.‏

عندما تعفو عمن ظلمك ولمن أساء إليك فلا تظن أن هذا العفو ‏ذلّ وهوان، ولكنه عز ورفعة وكرامة ففي حديث رواه أحمد: ‏‏”وَلاَ عَفَا رَجُلٌ عَنْ مُظْلَمَةٍ إِلاَّ زَادَهُ اللَّهُ بِهَا عِزًّا”.‏

فاعف أخي وسامح فإنه دأب الصالحين، ذلك أن العفو والتسامح يقطعان ‏الفتن ويبعدان وساوس الشيطان، فكن سليم الصدر لا تحمل غلاً ‏ولا حقداً ولا بغضاء لتنام مرتاح البال قرير العين وتترقی عند ‏الله تعالی، فالنبيّ صلی الله عليه وسلم بشّر من حسّن خلقه ببيت ‏في أعلی الجنة. اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا وارزقنا حسن الخلق.