ما حكم نظر الرجل إلى وجه المرأة ليست زوجته ولا محرماً له بلا شهوة ولا تلذذ، أو أن يأكل معها في غرفة واحدة بلا خلوة بينهما؟ وهل وجه المرأة عورة؟

Arabic Text By Jun 23, 2016


السؤال: ما حكم نظر الرجل إلى وجه المرأة ليست زوجته ولا محرماً له بلا شهوة ولا تلذذ، أو أن يأكل معها في غرفة واحدة بلا خلوة بينهما؟ وهل وجه المرأة عورة؟

الجواب: سُئِلَ الإمام مَالِكٌ هَلْ تَأْكُلُ الْمَرْأَةُ مَعَ غَيْرِ ذِى مَحْرَمٍ مِنْهَا أَوْ مَعَ غُلاَمِهَا، فَقَالَ مَالِكٌ لَيْسَ بِذَلِكَ بَأْسٌ إِذَا كَانَ ذَلِكَ عَلَى وَجْهِ مَا يُعْرَفُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَأْكُلَ مَعَهُ مِنَ الرِّجَالِ. قَالَ (أي مالك) وَقَدْ تَأْكُلُ الْمَرْأَةُ مَعَ زَوْجِهَا وَمَعَ غَيْرِهِ مِمَّنْ يُؤَاكِلُهُ أَوْ مَعَ أَخِيهَا عَلَى مِثْلِ ذَلِكَ. وَيُكْرَهُ (أي يحرم) لِلْمَرْأَةِ أَنْ تَخْلُوَ مَعَ الرَّجُلِ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا حُرْمَةٌ. انتهى من الموطأ.

وقال مالك كذلك في المدونة في بعض أحكام المظاهر: “ولا يصلح له أن ينظر إلى شعرها ولا إلى صدرها، قال (سحنون) فقلت لمالك أفينظر إلى وجهها؟، فقال مالك: نعم وقد ينظر غيره أيضاُ إلى وجهها”. ا.هـ.

وقال ابن بطال (ت 449هـ) في شرحه لصحيح البخاري :”وإذا ثبت أن النظر إلى وجه المرأة لخطبتها حلال خرج بذلك حكمه من حكم العورة، لأنا رأينا ما هو عورة لا يباح لمن أراد نكاحها النظر إليه. ألا ترى أنه من أراد نكاح امرأة فحرام عليه النظر إلى شعرها أو إلى صدرها أو إلى ما أسفل من ذلك من بدنها، كما يحرم ذلك منها على من لم يرد نكاحها. فلما ثبت أن النظر إلى وجهها حلال لمن أراد نكاحها، ثبت أنه حلال أيضًا لمن لم يرد نكاحها إذا كان لا يقصد بنظره ذلك إلى معنى هو عليه حرام. وقد قال المفسرون فى قوله (تعالى): {ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها} [النور: 31]، أن ذلك المستثنى هو الوجه والكفان”.

ويقول: قال إسماعيل بن إسحاق: قد جاء التفسير ما ذكر، والظاهر والله أعلم يدل على أنه الوجه والكفان، لأن المرأة يجب عليها أن تستر فى الصلاة كل موضع منها إلا وجهها وكفيها، وفى ذلك دليل أن الوجه والكفين يجوز للغرباء أن يروه من المرأة”. انتهى