وهل علمنا حدوث العالم إلا بجواز المماسة والمباينة على أجزائه!” يعني ان الله منزه عن كل صفات الاجسام سبحانه.

Arabic Text By Jun 23, 2016


الله تعالى قال في نبيه صلى الله عليه وسلم في آية الاسراء: “لنريه من آياتنا”،

اي أن الله أرى نبيه الكريم من عجائب ما خلق سبحانه في العالم العلوي إكراماً وتشريفاً له صلى الله عليه وسلم.

وليس المقصود من المعراج ان الرسول وصل الى مكان يتحيز الله فيه لتنزه الله عن ذلك.

الله خالق المكان وهو سبحانه موجود قبل المكان والزمان، هذا اجماع أهل السنة ان الله منزه عن الجهة والكيفية، أخذوه من أدلة كثيرة منها حديث البخاري: “كان الله ولم يكن شيء غيره”، ومنها وعلى رأسها آية التنزيه: “ليس كمثله شيء”.

قال الحافظ مرتضى الزبيدي في الإتحاف شرح الإحياء: “وتحقيقه أنه تعالى لو استقرّ على مكان أو حاذى مكاناً لم يخلُ من أن يكون مثلَ المكان أو أكبر منه أو أصغر منه. فإن كان مثل المكان فهو إذًا متشكل بأشكال المكان، حتى إذا كان المكان مربعاً كان هو مربعاً وإن كان مثلثاً كان هو مثلثاً، وذلك محال”.

ثم قال: “وإن كان أكبر من المكان فبعضه على المكان ويشعر ذلك بأنه متجزّئ وله كلٌّ ينطوي على بعض وكان بحيث ينتسب إليه المكان بأنه ربعه أو خمسه. وإن كان أصغر من ذلك المكان بقدر، لم يتميز عن ذلك المكان إلا بتحديد وتتطرق إليه المساحة والتقدير، وكل ما يؤدي إلى جواز التقدير على البارئ تعالى فتجويزه في حقه كفر من معتقِدِهِ”.

ثم قال: “ومتى جاز عليه موازاة مكان أو مماسته، جاز عليه مباينته. ومن جاز عليه المباينة والمماسة لم يكن إلا حادثاً (أي مخلوقاً)” اي ان الله منزه عن ذلك.

ثم يقرر مسألة مهمة جداً، ليس من باب السؤال ولكن من باب التقرير، يقول: “وهل علمنا حدوث العالم إلا بجواز المماسة والمباينة على أجزائه!” يعني ان الله منزه عن كل صفات الاجسام سبحانه.