“خَلَقَ العالمَ بأسرِهِ العلويَّ والسُّفليَّ والعرشَ والكرسيَّ والسمواتِ والأرضَ وما فيهمَا وما بينهمَا”.

Arabic Text By Jun 22, 2016


قال رحمه الله: “خَلَقَ العالمَ بأسرِهِ العلويَّ والسُّفليَّ والعرشَ والكرسيَّ والسمواتِ والأرضَ وما فيهمَا وما بينهمَا”.

الشرح: أن العالم العلويَّ هو السموات وما فوقها، والسفليَّ الأرضين وما تحتها. والمعنى أن كل شيء في هذا العالم إن كان في السموات أو في الأرض أو فوق السموات أو بين السموات والأرض أو تحت الأرض، كلّ ذلك بخلق الله عزَّ وجلَّ، هو

الذي أخرجه من العدم إلى الوجود. ويدخل في ذلك أعمال العباد ونواياهم إذ هي جزء من

هذا العالم، قال الله تعالى: ﴿وخَلَقَ كُلَّ شيء﴾ [سورة الفرقان]. والمقصود بما في السموات كالملائكة، وبما فوقها كالجنة، وبما بين السموات والأرض كالقمر والشمس والنجوم، وبما في الأرض كالبشر، وبما تحت الأرض كجهنم فإنها موجودة تحت الأرض السابعة.

وفي قول المؤلف خلق العرش والسموات الى آخره، اشارة واضحة الى استغنائه سبحانه عن ذلك كله، فلا يجوز عليه تعالى الجلوس على العرش ولا التحيّز في السماء لأن الله خالق ذلك كله، فمن وصف الله بذلك ضلّ ضلالاً بعيداً، وعلى هذا إجماع السلف. قال الامام الطحاوي (321 هـ.) إن إجماع أهل السنة انعقد على أن من وصف الله بصفة من صفات البشر فقد كفر.