قال المؤلف رحمه الله يصف الله عز وجلّ: “حيٌّ قيومٌ لا تأخذُهُ سِـنةٌ ولا نَومٌ”.
الشرح: أن الحيَّ إذا أُطلق على الله فمعناه مَن له الحياة الأزلية الأبدية التي ليست بروح ولحم ودم، لأن الله ليس جسماً. الله تعالى موجود بلا كيف ولا مكان.
الله منزّه عن الكيفيات التي نعرفها وعن الكيفيات التي لا نعرفها. ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
وأما القيوم فمعناه مُدبّر الخلائق، يدبّر أمورهم وفق علمه الأزلي. وتدبيره سبحانه أزلي كذلك كسائر صفاته.
وليس معنى القيوم أنه سبحانه قائم في خلقه يحلُّ فيهم، هذا يقوله المشبهة وبعض مدعي التصوف، وهؤلاء اعتبرهم الفقهاء والصوفية الحقيقيون كفاراً غير مسلمين ولا مؤمنين.
من ظن أن الله يحلّ في مكان، في السماء مثلاً، أو جالساً فوق العرش أو متنقلاً من مكان إلى آخر، أو متحركاً أو ساكناً، أو منتشراً كالهواء، هذا كله ضلال، من اعتقده يتشهد ليرجع مسلماً.
بعض العلماء فسّروا القيوم بأنه سبحانه هو الدائم الذي لا يزول ولا يتغيّر ولا تتغيّر صفاته.
والسـِّنَةُ بكسر السين معناها النُّعَاسُ، وأما النوم فيكون بحيث يغيب عقل الشخص فلا يسمع كلام من عنده.
الله تبارك وتعالى منزه عن ذلك كله وعن سائر صفات المخلوقات.
الله تعالى قال في آية الكرسيّ: ﴿الله لا إله إلا هو الحيُّ القيوم لا تأخذه سنةٌ ولا نوم﴾ [سورة البقرة]..