الخليل بن أحمد الفراهيدي (170 هـ) أستاذ لمثل سيبويه والأصمعي والكسائي من كبار اللغويين، كان من العلماء البارزين ومن الزهاد الصالحين في زمن السلف قال رحمه الله يُـثبت أن كل شيء بتقدير الله الأزلي الذي لا يتغيّر:
الرِّزقُ عَن قَدَرٍ لا الضَعفُ يَنقُصُهُ..
وَلا يَزيدُكَ فيهِ حَولُ مُحتالِ؛
وَالفَقرُ في النَفسِ لا في المالِ نَعرِفُهُ.. وَمِثلُ ذاكَ الغِنى في النَفسِ لا المالِ؛
كلّ امرئ بسبيل الموتِ مُرتهَنٌ.. فاعملْ لنفسك إني شاغلٌ بالي؛ا.هـ
والحول والاحتيال والتحيّل الحذق وجودة النظر والقدرة على دقة التصرف، نقله ابن منظور عن ابن سيده رحمهما الله.
وليس معنى كلام الخليل بن أحمد على ما فيه من حِكَم، أن يترك الإنسان السعي في الرزق الحلال ولا سيما من كانت عليه نفقة واجبة لوالديه أو لأحدهما أو لزوجة وأولاد مثلاً، هنا الفقير يسعى بالحلال لله تعالى مع استحضار الخوف من الله في سعيه ومع اعتقاد أن الرزق من الله تعالى هو سبحانه يرزق من يشاء ما يشاء.
ثم ليست كثرة المال دليلاً على أن الله يحبّ هذا الشخص الغنيّ، ولكن الله يحبّ الأتقياء ولو كانوا فقراء. ومعنى يحبّهم أي أن الله أراد بهم خيراً لأن الله تعالى منزه عن الانفعال النفساني، مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك.