قال مؤلفها رحمه الله عن الله عز وجلّ: “أحاط بكل شيء علماً”.
الشرح: الله تعالى يعلم كل شيء، لا تخفى عليه خافية.
الله تعالى علمه أزلي. كل صفاته تعالى أزلية أبدية لا يطرأ عليها تغيّر.
الله أنزل القرآن ذا وجوه ليبتلي العباد، فانقسم الناس فرقتين فرقة تفسر هذه الآيات فتضعها في مواضعها فتفوز، وفرقة تفسرها فتضعها في غير مواضعها فتهلك، ومثال ذلك قوله تعالى: ﴿الآن خَفَّفَ الله عنكم وعَلِمَ أنَّ فيكم ضعفًا﴾ [سورة الأنفال] فمن جعل قوله ﴿وعَلِمَ أنَّ فيكم ضعفًا﴾ مرتبطًا بقوله: ﴿الآن﴾ أي أن الله علم ذلك بعد أن لم يكن عالمًا فقد ضلَّ ضلالا بعيدًا لأنه نسب الجهل الى الله.
ومن فهم المعنى الصحيح للآية أي أن الله خفف عنكم الآن ما كان واجبًا عليكم من مقاتلة واحد من المسلمين لعشرة من الكفار، بإيجاب مقاتلة واحد من المسلمين لاثنين من الكفار، وذلك لأنه تعالى علم بعلمه الأزلي أن فيكم ضعفًا، فقد أصاب الحق واهتدى الى سواء السبيل.
ثم إنَّ كل شيء يحدث في هذا العالم في السموات والأرض وفي البر والبحر وما تحت الثرى مكتوب في الكتاب المبين أي في اللوح المحفوظ، كما روى الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى أمر القلم الأعلى فقال: “اكتب ما كان وما يكون إلى يوم القيامة”. ومعنى قول المؤلف “أحاطَ بكل شيءٍ علمًا” أنه سبحانه يعلم ما وُجد وما سيوجد بعلمه الأزلي الذي لا يتغيّر.